الثورة – إيمان زرزور :
أطلق نشطاء وفعاليات مجتمعية على مواقع التواصل الاجتماعي نداء عاجلا للجهات المعنية في الحكومة ، عقب رصد حالات في أحياء عدة مدن سورية لظواهر تهدد سلامة الأطفال وحياتهم، في مشاهد صادمة تُنذر بوجود خلل عميق في منظومة الحماية المجتمعية، وتستدعي تحركاً عاجلاً من الجهات المعنية، لا سيما وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وبحسب متابعين، تم رصد ثلاثة حوادث متفرقة خلال 72 ساعة، عكست انهياراً متسارعاً في واقع الطفولة، ترتبط بأفعال تهدد الطفولة ومستقبلها، من نتائج تبعيات إهمال نظام الأسد، وتطور هذه الظواهر التي باتت على مرآى الجميع في أحياء دمشق وحلب ومناطق أخرى.
أبرز هذه الحالات، أطفال يستنشقون الشعلة في حديقة عامة بمدينة حلب، حيث تداول ناشطون مقاطع تُظهر أطفالاً صغاراً وهم يستنشقون الشعلة، في سلوك محفوف بالمخاطر يُرجح أنه ناجم عن تعاطي مواد خطرة، أو نتيجة الإهمال والتشرد وغياب الرقابة من الجهات المسؤولة.
وفي حادثة أخرى، رصد أطفال يدخنون بشكل علني في ساحة سعد الله الجابري بالتزامن مع فعالية “إشهار الهوية الوطنية”، حيث ظهر أطفال يدخنون السجائر في ساحة عامة وسط مدينة حلب، ما يثير تساؤلات عن مستوى المراقبة والانضباط في الفضاءات العامة، خاصة في أثناء الفعاليات الرسمية.
الحادثة الأكثر مأساوية، تمثلت في ظهور طفلة مشردة وهي “حامل”، في منطقة جرمانا، بلا مأوى أو حماية، ما يعكس واقعاً مروعاً من الاستغلال والاعتداء على الطفولة، في ظل غياب أي تدخل حكومي ملموس.
وبحسب متابعين ميدانيين، فإن هذه الحوادث لا تمثل سوى عيّنات محدودة من واقع أكثر اتساعاً وخطورة، إذ تشير التقديرات إلى أن نسبة الحالات الموثقة علنًا لا تتجاوز 1% من حجم الانتهاكات والظروف القاسية التي يعيشها آلاف الأطفال السوريين، في ظل التشرد، التسول، الإدمان، التسرب المدرسي، وغياب أي برامج وقائية أو علاجية.
وجه نشطاء وفعاليات أهلية، نداءً مستعجلاً إلى وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، السيدة “هند قبوات”، للتدخل الفوري واتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الظواهر، أبرزها “فتح تحقيق رسمي في الحوادث التي تم توثيقها إعلامياً، وإنشاء مراكز إيواء طارئة للأطفال المشردين في المدن الكبرى.
وطالبوا بإطلاق حملات مراقبة ورصد مستمرة في الشوارع والساحات العامة، وإدراج برامج تأهيل نفسي واجتماعي وتعليمي مستدام لهؤلاء الأطفال، وتعزيز آليات التنسيق مع المجتمع الأهلي والمنظمات المحلية لحماية الفئات المعرضة للخطر.
تحذّر منظمات حقوقية محلية من أن تجاهل هذه الظواهر قد يؤدي إلى انهيار أخلاقي واجتماعي شامل، ويضع مستقبل سوريا على المحك، فجيل الأطفال الذي يواجه هذه الانتهاكات اليوم، هو ذاته الذي يُفترض أن ينهض بالبلاد غداً، وبات لزاماً أن يكون هناك تحرك رسمي لحماية الطفولة في سوريا كأولوية عاجلة لضمان بقاء النسيج المجتمعي.