الثورة – جهاد اصطيف:
في مشهد تعليمي متقلب، وضع الطلاب بين الأمل والإحباط، أصدرت وزارة التعليم العالي أمس، قراراً ينص على منح الطلاب المستنفذين لسنوات الرسوب في الجامعات الخاصة، وطلاب التعليم المفتوح في الجامعات العامة، عاماً إضافياً لاستكمال دراستهم (دورة تكميلية)، وذلك بعد أيام من إعلان وزارة التربية عدم وجود دورة تكميلية لطلاب الثانوية العامة هذا العام.
عام إضافي في الجامعات الخاصة
وجاء في قرار التعليم العالي، أنه وحرصاً من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، على إتاحة الفرصة أمام جميع الطلاب لاستكمال دراستهم وعدم حرمانهم من حقوقهم، منح القرار الأول الطلاب المستنفذين في الجامعات الخاصة عاماً إضافياً استثنائياً ولكن وفق شروط أبرزها، ألا يكونوا قد استفادوا من قرارات أو مراسيم سابقة بهذا الصدد، بغية إتاحة الفرصة ومنع الحرمان الأكاديمي وتحقيق مبدأ العدالة.
القرار أنصفنا وأعاد لنا بريق أمل بالتخرج، يقول وائل مصطفى، وهو طالب تعليم مفتوح في جامعة حلب لـ “الثورة”، مضيفاً: إن القرار يأتي في ظل ظلم ذاقه من قرارات سابقة أصدرها النظام البائد، فيما يرى زميله مروان عبد السلام، أن الحل مؤقت ولا يعالج سبب الاستنفاذ.
نافذة تعود بعد 15 عاماً
وينص القرار الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، على منح عام دراسي استثنائي /العام الدراسي 2025 / 2026/ لطلاب التعليم المفتوح، ويشمل جميع المستنفذين منذ 2010 وحتى 2025، ويسمح بإعادة الاستفادة من القرار 150 لعام 2022، بشرط ألا يكون المستنفذ مستفيداً من قرار مماثل في أعوام سابقة.
فرحة مؤجلة
وفي ضوء هذا القرار، أيضاً قال عدد من طلاب التعليم المفتوح : “لم نتوقع أن نعود لمقاعد الجامعة بعد أكثر من عقد، إلا أن هناك مخاوف من الرسوم العالية وصعوبة التوفيق بين الدراسة والعمل”.
فيما عبر آخرون عن ارتياحهم الممزوج بالحذر، مؤكدين أن القرار جيد لكنه جاء متأخراً، فهناك الكثير لن يعودوا للدراسة، فالاستنفاذ من وجهة نظرهم، بحاجة لإصلاح جذري.
الثانوية العامة : لا دورة تكميلية هذا العام
في مشهد مغاير، نجد أن وزارة التربية حسمت أمرها هذا العام بخصوص عدم إقامة الدورة التكميلية، التي كانت طوق نجاة للطلاب سابقاً، وانعكست مباشرة على الطلاب.
هاشم. أ، طالب ثانوية عامة يقول في حديث لـ “الثورة”: كنت بحاجة لـ 5 علامات فقط، الآن علي إعادة السنة كاملة.
فيما اعتبرت الطالبة خديجة. س، أنه من الظلم أن يُحرم طلاب الثانوية من فرصة واحدة، بينما الجامعيون ينالون فرصاً متكررة.
مفارقة صارخة وعدالة مفقودة
المفارقة هنا واضحة، إذ نجد أن الطالب الجامعي مُنح عاماً استثنائياً جديداً حتى للمستنفذين منذ 2010، فيما طالب الثانوية حُرم فرصة إضافية رغم مصيرية امتحانه، فماذا كانت النتيجة؟ إحباط نفسي واجتماعي، وإحساس باللاعدالة بين المراحل التعليمية.
عدد من الخبرات الذين تحدثنا معهم، أفادوا أن الاستنفاذ مشكلة بنيوية لا تحل بالقرارات المؤقتة، وبذات الوقت غياب الدورة التكميلية يهدد العدالة التعليمية، واعتبروا أن هناك خطوات مطلوبة لإصلاح التعليم يشمل جميع المراحل منها، إعادة الدورة التكميلية للثانوية كحق دائم، وتعديل نظام الاستنفاذ الجامعي جذرياً، وتطوير المناهج وأساليب التقييم، وتوفير دعم نفسي واجتماعي للطلاب.
أمل مؤقت وخيبة مفتوحة
فيما يستعيد طلاب الجامعات الخاصة والمفتوح بعض الأمل بفضل القرارات الأخيرة، يعيش طلاب الثانوية العامة خيبة قاسية مع غياب الدورة التكميلية، فالعدالة التعليمية لا يمكن أن تُبنى على قرارات استثنائية متفرقة، بل على استراتيجية شاملة توازن بين حقوق جميع الطلاب، من مقاعد الثانوية حتى مدرجات الجامعة.