الثورة – جهاد اصطيف:
نفذ رئيس جامعة حلب الدكتور محمد أسامة رعدون جولة ميدانية موسعة في المدينة الجامعية، اليوم، اطّلع خلالها على واقع السكن والخدمات الطلابية، والتقى عدداً من الطلاب والمشرفين الفنيين والمهندسين العاملين في مرافق المدينة، في إطار حرص جامعة حلب على ضمان انطلاقة ناجحة للعام الدراسي الجديد ومتابعة شؤون الطلبة الخدمية والمعيشية.
ورافق رئيس الجامعة في جولته، كلّ من مدير العلاقات العامة في الجامعة والمدير العام للهيئة العامة للمدينة الجامعية المهندس محمد جلخي، إذ شملت الجولة عدداً من الوحدات السكنية والمباني الخدمية والمرافق العامة، إضافة إلى نقاط الصيانة التي تشهد أعمال تأهيل وترميم استعداداً لاستقبال الطلبة الجدد.
ركيزة للاستقرار
وأكد د. رعدون، في تصريح له، أن جامعة حلب تولي أهمية كبيرة لتأمين بيئة جامعية متكاملة للطلبة، مشيراً إلى أن المدينة الجامعية تمثل الركيزة الأساسية للاستقرار النفسي والاجتماعي للطلاب القادمين من مختلف المحافظات السورية.
لافتاً إلى أن إدارة الجامعة تسعى لتطوير الخدمات السكنية والمعيشية، وفق معايير جديدة تراعي راحة الطلاب وكرامتهم، مع الالتزام بتطبيق أنظمة عادلة وشفافة في التخصيص والتوزيع.
وأوضح رئيس الجامعة أن هذه الجولة، تأتي ضمن سلسلة من الجولات التفقدية الميدانية التي تقوم بها رئاسة الجامعة في الكليات والمدينة الجامعية ومراكز الخدمات، بهدف متابعة تنفيذ الخطط الإدارية والخدمية على أرض الواقع، ورصد العقبات التي قد تواجه الطلبة والإدارات المعنية، والعمل على حلها بشكل فوري بالتنسيق مع الجهات المختصة في الجامعة ووزارة التعليم العالي.
رفع الطاقة الاستيعابية
من جانبه، بين مدير المدينة الجامعية، أن الهيئة استكملت كامل استعداداتها لاستقبال الطلبة للعام الدراسي الجديد، بعد الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم في وحدتين سكنيتين جديدتين، ما أسهم في رفع الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمدينة بنسبة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح جلخي أن المدينة الجامعية تضم حالياً 20 وحدة سكنية، منها 8 للذكور ومثلها للإناث، بالإضافة إلى وحدة مخصصة لطلاب الدراسات العليا وأخرى للممرضات، فضلاً عن وحدات خاصة مخصصة للمشافي الحكومية في حلب، مشيراً إلى أن إدارة المدينة تعمل على مدار الساعة لتأمين احتياجات الطلاب من خدمات النظافة والمياه والكهرباء والاتصالات، و أن الكهرباء تؤمن لمدة 21 ساعة يومياً، ما يتيح للطلبة أجواءً مناسبة للدراسة والاستقرار.
وأضاف جلخي: إن موقع المدينة القريب من جامعة حلب، يسهم في تسهيل تنقل الطلبة بين السكن والكليات، وهو ما يعد ميزة كبيرة مقارنة بالمدن الجامعية في باقي المحافظات.
ونوه بتطبيق نظام إلكتروني حديث للتسجيل في السكن الجامعي، يراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية للطلبة، وينهي حالات التمييز أو الأخطاء الإدارية التي كانت تسجل في السابق.
وأوضح أن آلية التسجيل تتم على مرحلتين، الأولى التسجيل الأولي عبر المنصة الإلكترونية، والثانية القبول النهائي بعد مطابقة الأوراق والبيانات، ما يضمن دقة القبول وعدالته.
وفي إطار تطوير الخدمات المرافقة للسكن، لفت جلخي إلى أن الهيئة العامة تعمل على تفعيل الملاعب الرياضية والقاعات الثقافية وإحياء الأنشطة الترفيهية داخل المدينة الجامعية، بالتعاون مع مكتب الشباب في جامعة حلب، مبيناً أن الهدف تهيئة بيئة جامعية متوازنة، تجمع بين الدراسة والنشاط الاجتماعي، بما يرسخ قيم الانتماء والمبادرة لدى الطلبة.
خطط للتوسع
وكشف م. جلخي عن خطط مستقبلية لتوسيع المدينة الجامعية، تتضمن مقترحات لبناء وحدتين سكنيتين جديدتين (21 و 22) بالقرب من مشروع الحرم الجامعي الثالث، وهو ما سيسهم في زيادة الطاقة الاستيعابية وتخفيف الضغط عن الوحدات الحالية مع الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للطلاب ضمن الإمكانات المتاحة.
وبين أروقة المدينة الجامعية التي تعجّ بالحياة والحركة استعداداً لعام دراسي جديد، بدا واضحاً أن الجهود المبذولة لا تقتصر على الترميم والصيانة فحسب، بل تمتد إلى بناء روح جديدة من الانتماء والمسؤولية، لتبقى جامعة حلب وطلابها عنواناً للأمل والعلم والعمل.