الثورة – راما نسريني:
بفارق قد يصل لأكثر من عشرة آلاف ليرة سورية، يواجه المواطنون اليوم تفاوتاً في أسعار الأدوية بين الصيدليات، في مأساة حقيقة يعاني منها أصحاب الأمراض المزمنة، نتيجة لاحتياجهم الدائم لبعض الأدوية غير المتوفرة في الأسواق بشكل كبير، ما يجعلهم عرضة للاستغلال.
فروقات كبيرة
“لا أدري ما سبب هذا الفرق الكبير، المفترض أن يكون سعر الدواء واحداً في كل الصيدليات”، يشرح المواطن رامي شعبان لـ “الثورة” معاناته مع الاختلاف الكبير في السعر، الذي يتجاوز في بعض الأحيان الـ 20 ألف ليرة سورية، مضيفاً: إن غياب الرقابة، جعل بعض الصيادلة يتلاعبون بالأسعار على هواهم، بينما يدفع المواطن ثمن هذا الجشع على حد تعبيره.
” والدي مريض سرطان، ومع كل جرعة أضطر للبحث عن أنسب سعر بين الصيدليات، وذلك يعود للفرق الكبير فيما بينها”، يعبر بهاء علي أحد سكان حي الجميلية، عن استغرابه من فرق السعر الذي يتراوح بين الـ 60 – 100 دولار لنفس الدواء ، مطالباً الجهات المعنية بالتدخل وضبط السوق والحد من التلاعب في الأسعار.
تعدد المورّدين
وفي هذا الصدد، يوضح الصيدلي إبراهيم عطار لـ “الثورة”، أن فرق السعر من صيدلية لأخرى طبيعي، وذلك يعود لاختلاف مصادر الدواء، وبالتالي اختلاف السعر، مضيفاً: “لا نستطيع إنكار حقيقة وجود دواء “مهرب”، يدخل البلاد بطريقة غير قانونية، ما يجعله أقل تكلفة على الصيدلي وبالتالي، فإنه أرخص من الدواء المرخّص”.
وأشار إلى أنه لا يمكن بيع دواء وطني بسعر مخالف لسعره الحقيقي، وذلك يعود كون السعر غالباً مسجلاً على علبة الدواء ومراقباً من الجهات المعنية، ومن غير القانوني البيع بسعر أقل أو أكثر من ذلك، لكن الاختلاف يكمن دائماً في الدواء المستورد، وفقاً لاختلاف مصادره والبدائل، فعلى سبيل المثال الدواء الألماني يختلف سعره عن الدواء التركي وما إلى ذلك؟ لكن المواطن البسيط لا يرى تلك الفروقات، فيظن أن الصيدلي يتلاعب بالسعر كما يشاء.
في دائرة الاتهام
بدوره، بين الصيدلي محمد الأشرم، أن أحد أهم أسباب اختلاف الأسعار، هو اختلاف سياسة البيع من قبل بعض المعامل المصّنعة للأدوية، الذي يتمثل في تعامل بعضها بعملة أجنبية كالدولار، معتبراً أنه وبطبيعة الحال، سيختلف سعر الدواء هنا بحسب سعر الصرف.
وتابع: “في بعض الأحيان يتم إنتاج كميات كبيرة من “كراتين” الأدوية المطبوع عليها سعر المنتج، لكن ما يحدث هو زيادة تكلفة صناعة الدواء على المعامل قبيل انتهاء كمية الكراتين المطبوعة، الأمر الذي يُجبرنا على كتابة السعر يدوياً على العلبة، وذلك لتفادي تهم التلاعب في سعر الدواء، لكننا لا نستطيع شرح ذلك بالتفصيل لكل مريض على حده، ما يضعنا في دائرة الاتهام”.
وللوقوف على تفاصيل الأمر، تواصلت صحيفة الثورة مع نقابة الصيادلة في حلب للحصول على بعض التفاصيل، إلا أن الأخيرة لم ترد على جميع الاستفسارات حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ويطالب المواطنون اليوم بخطوات جدية من قبل المعنيين، لرفع مستوى الرقابة على أسعار الأدوية وضبط السوق، وتكثيف دوريات المراقبة لضمان التقيد بالأسعار والتشديد على الالتزام ببرنامج المناوبات.