الثورة- ثورة زينية :
بينما أعلنت محافظة دمشق اليوم عن بدء أعمال استبدال أجهزة الإنارة على المتحلق الجنوبي ضمن ما وصفته بـ”خطة تطوير شاملة لشوارع العاصمة” لا تزال شوارع وأحياء عديدة من المدينة تغرق في الظلام منذ سنوات في مشهد بات جزءاً من حياة السكان اليومية يهدد أمنهم وسلامتهم، ويزيد من معاناتهم في التنقل ليلاً.
محافظة دمشق عبر قناتها الرسمية أعلنت أن مديرية الإنارة بدأت باستبدال أجهزة الإنارة على المتحلق الجنوبي بهدف تحسين كفاءة الإنارة العامة ورفع مستوى الأمان المروري ليلاً، مشيرة إلى أن الحملة تشمل معظم شوارع العاصمة وستنفّذ على مراحل.
وعود لم تتحقق
لكنّ هذه التصريحات قوبلت بتساؤلات عديدة من المواطنين، الذين لم يلمسوا أي تحسن يذكر في أحيائهم منذ سنوات، إذ تفتقد عشرات الشوارع الرئيسية والفرعية لأبسط مقومات الإنارة، من المهاجرين وبرزة والقدم، إلى الميدان وركن الدين، مروراً بالحارات الداخلية التي باتت مسرحاً للقلق بعد غروب الشمس.
الثورة استطلعت آراء عدد ممن يقطنون في العاصمة، كثيرون يؤكدون أن المشكلة ليست جديدة بل مزمنة، تعود لسنوات طويلة أيام النظام البائد، لكنها تفاقمت في ظل غياب حلول فعلية.
يقول المحامي محمد جرعتلي من حي المهاجرين: نعيش منذ سنوات لم تبدل خلالها لمبة واحدة في الحي، واليوم ما زالت مشروعات الإنارة فقط تصل للشوارع الرئيسية والأحياء في وسط العاصمة فقط.
الطبيبة سمر العوا: عند عودتي من عيادتي مساءً في حي برزة اضطر لاستخدام ضوء الموبايل مع تسريعي لخطواتي للوصول بسرعة لمنزلي نتيجة خوفي من الظلام المحيط بي في الشارع.
تنفيذ محدود
الخبير في شؤون التخطيط الحضري المهندس كمال النحاس يؤكد أن انعدام الإنارة لا يؤثر فقط على الحركة والسير، بل يزيد من معدلات الحوادث والجرائم الليلية ويشكل تحدياً أمام فرق الإسعاف والطوارئ ، كما تتأثر الحركة التجارية، إذ باتت المحال التجارية تغلق باكراً بسبب الظلام، ما ينعكس سلباً على الاقتصاد المحلي.
ويضيف : إن معظم أعمدة الإنارة في العاصمة تعاني من أعطال مزمنة، أو من غياب الكهرباء أصلاً نتيجة التقنين، كما أن البنية التحتية للكثير من الشبكات الكهربائية داخل المدينة متهالكة وتفتقر إلى الصيانة الدورية.
ورغم الحديث المتكرر عن مشروعات لتحديث الإنارة العامة باستخدام تقنيات LED الموفرة للطاقة، يردف الخبير النحاس : إلا أن التنفيذ بقي محدوداً، وغالباً هو محصور بشوارع رئيسية أو طرقات ذات طابع رسمي.
واعتبر أن حملة الإنارة على المتحلق الجنوبي خطوة جيدة، لكنها ليست كافية، فالعاصمة بحاجة إلى خطة شاملة وحقيقية تتجاوز نطاق الشعارات وتصل إلى الأحياء المنسية والمناطق التي تعاني من الظلام المزمن، إن الإنارة ليست فقط مسألة تقنية أو جمالية، بل عنصر أساسي في الأمان والحياة اليومية.
ويختم حديثه لصحيفة الثورة بتساؤلات: هل تتحول الوعود إلى إنجازات؟ أم تبقى شوارع دمشق رهينة الضوء الغائب؟.