الثورة – نيفين أحمد:
عكس جناح الصناعات الغذائية السورية في معرض دمشق الدولي صورة عن تنوع الإنتاج المحلي وجودته مع إطلالة على فرص التصدير والانفتاح نحو الأسواق الخارجية.
تنوع يعكس هوية المنتج المحلي
منذ اللحظة الأولى لدخول الزائر إلى الجناح يلحظ التنظيم الذي يجمع عشرات الشركات الوطنية المنتجة لمواد غذائية مختلفة من الألبان والأجبان إلى منتجات المخابز والحلويات والمعلبات والعصائر. ويبدو جليا أن الشركات المشاركة حرصت على إبراز طابعها الخاص سواء عبر التصميم الجاذب للأجنحة الداخلية أم من خلال العينات المجانية التي قدّمت للزوار.
أحد المسؤولين عن تنظيم الجناح أوضح في حديث لصحيفة الثورة أنّ الهدف الأساس هو إظهار قدرة الصناعات الغذائية السورية على المنافسة من حيث الجودة والسعر والتأكيد على أن المنتج الوطني قادر على سد احتياجات السوق المحلية والانتقال بثقة إلى التصدير.
الجناح شهد منذ اليوم الأول كثافة ملحوظة في عدد الزوار، إذ مثّلت العائلات الشريحة الأوسع إلى جانب رجال الأعمال الذين بدت زياراتهم أكثر تخصصاً، وقد عبّر عدد من الزوار عن إعجابهم بالتطور الواضح في جودة التعبئة والتغليف، معتبرين أن هذه النقلة النوعية تجعل المنتجات السورية قادرة على منافسة مثيلاتها الإقليمية.
جلنار إبراهيم مسؤولة التسويق في شركة حسين الناصر اعتبرت أن هذه الدورة هي الأهم للشركة وتسهم في تعزيز الاستيراد والتصدير.
مهنّد الخالدي المدير التنفيذي لـ معمل شوكولا مامي أكد أن المعرض يجمع الصناعيين ويفتح باب شراكات جديدة وعودة عجلة الصناعة مع التركيز على التعبئة الأنيقة والجودة.
روان عجان ممثلة مجموعة كبور الدولية أشارت إلى مشاركة الشركة بمنتجات المتّة والمشروبات والأعشاب وأن الحضور في المعرض يهدف إلى فتح شراكات خارجية مع انفتاح الاقتصاد السوري مع إقبال لافت من الزوار.
رأى أحد الزوار أن هذا الجناح تحديداً يحمل رسائل مزدوجة الأولى موجهة إلى المستهلك السوري لتعزيز ثقته بالمنتج المحلي والثانية إلى المستثمر الأجنبي لتشجيعه على عقد شراكات مع الشركات السورية. ومن الواضح أن القائمين على الجناح حرصوا على إبراز هذه الرسائل من خلال شاشات عرض تعريفية وإحصاءات رقمية حول حجم الإنتاج وفرص التصدير.
بين التحديات والآمال
لا يغيب عن المشاركين في الجناح واقع التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الغذائية سواء من حيث تكاليف الإنتاج أو محدودية الموارد، ومع ذلك تبدو روح التفاؤل حاضرة بقوة .
أمجد شحادة ممثل إحدى الشركات للمنتجات الغذائية: قال إن المشاركة إلى جانب شركات عربية ودولية تعزّز الشراكات والحدث ملتقى مع المستهلك للتعريف بالمنتجات الجديدة موضحاً “نؤمن أن كل دورة من دورات معرض دمشق الدولي تفتح أمامنا نافذة جديدة للتواصل مع الأسواق الخارجية وقد عقدنا بالفعل عدة لقاءات مع وفود تجارية من دول عربية وأجنبية مهتمة بالاستيراد”.
كما أشار إلى أنّ وجود المعرض بحد ذاته يعدّ فرصة لتبادل الخبرات بين الشركات الوطنية وللتنسيق فيما بينها من أجل الارتقاء بمستوى الإنتاج والالتزام بالمواصفات العالمية.
لمسة تراثية
لم يقتصر جناح الصناعات الغذائية على الجانب التجاري فحسب بل تخلله ركن تراثي صغير يعرض منتجات تقليدية مثل الزعتر الحلبي ودبس الرمان وزيت الزيتون. هذا الركن استقطب اهتمام الزوار الأجانب على وجه الخصوص حيث عبّروا عن رغبتهم في الاطلاع على أصول هذه المنتجات التي تحمل في طياتها ذاكرة المطبخ السوري.
يمكن القول: إن جناح الصناعات الغذائية في معرض دمشق الدولي شكّل نافذة مشرقة عكست صورة عن قدرة المنتج السوري على الصمود والتطور في آن معاً.