الثورة – سيرين المصطفى:
تشهد العديد من القرى في ريف إدلب، خصوصاً تلك المتضررة جراء النزوح والقصف، حملات واسعة لإزالة الأنقاض من الشوارع والأحياء السكنية، بعد تلقي شكاوى من الأهالي العائدين. وقد شكّلت هذه الأنقاض عقبة كبيرة أمامهم، وأثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية وسلامتهم أثناء التنقل داخل القرى.
استجابة لهذه المعاناة، أطلقت الجهات الرسمية والمعنية حملات مكثفة لإزالة الركام، بهدف تخفيف الأعباء عن الأهالي وتسريع إعادة الحياة إلى طبيعتها في هذه المناطق. وتعكس هذه المبادرات حرص السلطات والمجتمع المحلي على دعم العائلات العائدة وإعادة استقرارها تدريجياً.
ومن بين القرى التي شملتها حملات إزالة الأنقاض فرق مؤسسة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء”، بلدة معرشمشة في ريف إدلب الجنوبي، حيث تركت هذه الحملات آثاراً إيجابية واضحة على الحياة اليومية للبلدة وسكانها.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، قال صافي حمام، ناشط ميداني وأحد أبناء بلدة معرشمشة: إن الحملة ساهمت في إزالة الأنقاض من الشوارع، ما سهّل عودة الأهالي وتحسين حركة التنقل داخل البلدة، بعد أن كانت الحطام تشكّل عقبة كبيرة أمام تحركات السكان اليومية.
وأشار حمام إلى أن البلدة ما تزال بحاجة إلى مشاريع تهدف إلى تحسين واقع الحياة وتمكين النازحين الآخرين من العودة إلى ديارهم بأمان وسلام. وأوضح أن ذلك يشمل ضرورة ترميم المدارس المتبقية في البلدة، لتكون قادرة على استقبال الطلاب وتأمين بيئة تعليمية آمنة لهم.
وقدّر حمام عدد العوائل التي عادت إلى القرية بنحو 700 عائلة، رغم ضعف الإمكانيات والخدمات. ونوّه بأن غالبية هذه العوائل فقيرة ومن اليد العاملة، وأن بعضهم لم يتمكّن بعد من العودة إلى مسكن مؤهّل، حيث اضطر البعض للسكن في خيم مؤقتة، فيما اضطر آخرون لبيع جزء من ممتلكاتهم لتأمين ترميم منازلهم.
وأضاف إن أسقف المنازل تعرضت للتدمير على يد قوات الأسد بهدف سرقة الحديد، كما تعرّضت الأشجار للقطع، ما زاد من صعوبة عودة الأهالي وتحقيق الاستقرار في البلدة.
وفي ختام حديثه، أشار الناشط صافي حمام إلى أن البلدة لا تزال بحاجة إلى خدمات ترحيل القمامة وتأهيل شبكة الصرف الصحي والمياه، إضافة إلى ترميم المدارس. وأضاف إن العمل على هذه الأولويات سيسهم بشكل كبير في تحسين واقع الحياة في البلدة.