الثورة – فؤاد الوادي:
في الوقت الذي تتواصل فيه عملية تبادل الأسرى بين “إسرائيل” و “حماس”، لا تزال فرق الإسعاف في قطاع غزة تنتشل الجثث من تحت الانقاض والركام بعد نحو 12 يوماً من وقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة “وفا ” الفلسطينية اليوم ،أن فرق الإسعاف والطوارئ في القطاع انتشلت جثث 426 شهيداً من مناطق متفرقة في القطاع منذ سريان اتفاق وقف الحرب.
يأتي ذلك في وقت قال فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إن خطوات عدة يجري اتخاذها للحفاظ على وقف إطلاق النار، وإن حماس ستلتزم بالاتفاق.
بالتزامن ، دعت 9 دول من الاتحاد الأوروبي مطلة على البحر الأبيض المتوسط، أمس الاثنين، إلى فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء السلوفيني روبرت غولوب، خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع قمة مجموعة “ميد 9” في مدينة بورتوروز الساحلية، إن الدول المشاركة “تطالب بالإفراج الفوري عن جميع المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة”.
وأضاف غولوب إنه لا مبرر على الإطلاق لمنع وصول هذه المساعدات الإنسانية، مشدداً على ضرورة أن تفتح حكومة الاحتلال معبر رفح والمعابر الحدودية الأخرى لضمان دخول المساعدات إلى القطاع.
وأكد أن المجموعة تسعى كذلك إلى ضمان وصول آمن لوسائل الإعلام إلى غزة، مشيراً إلى أن احترام اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يكون كاملاً، بما في ذلك إمكانية نشر مراقبين على الأرض.
وشارك في القمة مسؤولون من فرنسا، وقبرص، واليونان، وكرواتيا، وإيطاليا، ومالطا، وسلوفينيا، وإسبانيا، والبرتغال، بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
وتأتي القمة في وقت التقى فيه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المبعوثين الأميركيين ستيفن ويتكوف وجاريد كوشنر في “إسرائيل”، غداة غارات إسرائيلية على غزة أودت بحياة عشرات المدنيين، وأثارت مخاوف من انهيار وقف إطلاق النار الساري منذ العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
من جهته، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، إن وقف إطلاق النار يمثل فرصة لتحقيق سلام مستدام، لكن يجب مراقبة الوضع عن كثب لضمان استمراره.
يُذكر أن سلوفينيا، التي استضافت القمة وتتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، كانت قد اعترفت بدولة فلسطين عام 2024، ومنعت في سبتمبر/أيلول الماضي، نتنياهو من دخول أراضيها على خلفية مذكرات التوقيف الصادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب 11 فلسطينياً إثر اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس شمالي الضفة. وقد اقتحم الاحتلال المدينة لتأمين دخول مستوطنين لأداء صلوات تلمودية عند ما يدعى أنه قبر يوسف.
ووثّق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “اوتشا” 71 هجوماً من قبل المستعمرين في الضفة الغربية للفترة ما بين 7 و13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون.
وأوضح “أوتشا، أن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين في 27 قرية بالضفة الغربية، ما أسفر عن وقوع إصابات، وأضرار في الممتلكات، مشيراً إلى أن الهجمات تمثلت بالاعتداء على المزارعين، أو بسرقة المحاصيل، أو المعدات، أو بتخريب أشجار الزيتون.
وتتعرض الأراضي الفلسطينية خلال موسم قطف الزيتون السنوي لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال، ويواجه المزارعون باستمرار اعتداءات وانتهاكات تحول دون الوصول إلى أراضيهم، ما يؤدي إلى خسائر مادية جسيمة ويزيد من معاناتهم اليومية تحت وطأة الاحتلال.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذ المستوطنون ما مجموعه 7154 اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما تسببت باستشهاد 33 فلسطينيا، في الضفة.
كما تسببت اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه باقتلاع وتحطيم وتضرر ما مجموعه 48728 شجرة منها 37237 من أشجار الزيتون، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.