زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي

الثورة – نيفين أحمد:

تستعد الدبلوماسية السورية لمرحلة جديدة من الانفتاح السياسي، مع إعلان وزير الخارجية أسعد الشيباني عن زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية مطلع تشرين الثاني المقبل بدعوة رسمية من بكين. وتأتي الزيارة في توقيت حساس إقليمياً ودولياً، حيث تسعى دمشق إلى إعادة تموضعها الخارجي على أسس من التوازن السياسي والمصالح المتبادلة بعيداً عن التجاذبات التي أنهكت موقع سوريا في العقود الماضية.

ويؤكد الباحث في الشؤون السياسية بمركز “جسور” وائل علوان في تصريح خاص لـ “الثورة ” أن زيارة وزير الخارجية إلى الصين تأتي في سياق المسار الذي تعمل عليه الدبلوماسية السورية لإعادة تموضع البلاد بعيداً عن محاور الصراع التقليدية بعد أن تسببت الاصطفافات في عهد النظام المخلوع في الإضرار بالمصلحة الوطنية السورية”. وأضاف أن “النهج الجديد للسياسة الخارجية السورية يقوم على الاستفادة من العلاقات المتوازنة مع مختلف القوى الإقليمية والدولية وعدم تحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات”، موضحاً أن هذه المقاربة تستهدف تحقيق الاستقرار الداخلي وتعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة. وبحسب علوان فإن “الصين بما تمثله من قوة اقتصادية كبرى وعضوية دائمة في مجلس الأمن تعدّ شريكاً استراتيجياً يمكن أن يسهم في كسر العزلة المفروضة على سوريا خاصة في ما يتعلّق بدعم الجهود الرامية إلى رفع العقوبات الاقتصادية وتخفيف القيود التي تعوق عملية إعادة الإعمار”.

وأوضح الباحث أن الزيارة تكتسب أهمية إضافية في ضوء التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، إذ تحاول دمشق استثمار موقعها الجغرافي الرابط بين آسيا والبحر المتوسط لتكون محوراً للتعاون لا ساحة للتجاذبات. ويرى أن انفتاح سوريا على بكين يعزّز من قدرتها على تنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية ويدعم توجهها نحو استقطاب استثمارات تنموية صينية في مجالات الطاقة والبنى التحتية والاتصالات. كما لفت الباحث علوان إلى أن “التعاون مع الصين وروسيا الدولتين الدائمتين في مجلس الأمن يتيح فرصة حقيقية لدعم الموقف السوري في المحافل الدولية خصوصاً في ما يتعلق برفع العقوبات وإعادة النظر في التصنيفات المفروضة على عدد من المؤسسات السورية”.

وفي السياق ذاته تشير تحليلات نشرتها صحف دولية مثل ساوث تشاينا مورنينغ بوست وذا غارديان إلى أن الصين باتت تعتمد سياسة “الانخراط الحذر” في الشرق الأوسط مركّزة على التنمية الاقتصادية والاستقرار أكثر من التدخل السياسي المباشر. ومن شأن هذا التوجه أن يتيح لسوريا فرصة للتعاون ضمن مبادرة “الحزام والطريق” بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري وعلى مشاريع الربط الإقليمي.

زيارة الشيباني المرتقبة إلى الصين، تؤشر إلى أن الدبلوماسية السورية تسير بخطوات متدرجة نحو إعادة التوازن إلى علاقاتها الخارجية مع اعتماد خطاب سياسي أكثر واقعية يقوم على المصالح الوطنية لا على المحاور الأيديولوجية ونتائج هذه الزيارة قد تشكل اختباراً عملياً لمقدار نجاح السياسة السورية الجديدة في كسب دعم القوى الكبرى دون التفريط باستقلال القرار الوطني.

آخر الأخبار
السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار "صحة اللاذقية" تتابع 24 إصابة بالتهاب الكبد A في "رأس العين" حملة إزالة الأنقاض تعيد الحياة إلى شوارع بلدة معرشمشة سوريا والصين.. رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي هل تعوق البيانات الغائبة مسار التعافي في سوريا؟ شوارع حلب تقاوم الظلام .. وحملات الإنارة مستمرة