الثورة – راما نسريني:
شهدت مدينة حلب في الآونة الأخيرة حملات عديدة لإنارة الشوارع التي تغرق في الظلام مع غياب الشمس، وذلك لتهالك أعمدة الإنارة التي تعاني منذ سنوات من الإهمال وندرة الصيانة، علاوة على انقطاع التيار الكهربائي عنها في معظم الأحيان.
وعلى الرغم من الانتهاء بالفعل من تركيب أعمدة الإنارة في بعض الشوارع الرئيسية على مداخل المدينة، إلا أن الشكاوى ما زالت مستمرة، بانتظار عودة النور لشوارع حلب كافة في أقرب وقت.
جوّ مثالي للسارق
“أعود من عملي يومياً الساعة العاشرة مساء، أضطر للعبور من سوق الهال لركوب سرفيس الشعار، وظلمة الطريق جعلت المنطقة، على ازدحامها، تغدو موحشة ومخيفة”، يعبر سامر أبو راس لـ”الثورة”، عن دهشته من الإهمال الواقع على تلك المنطقة الواسعة على حد تعبيره، و التي تعتبر مركزاً للمدينة، وتستقطب العشرات من سكانها لساعات متأخرة من الليل، مطالباً الجهات المعنية بمنح تلك الشوارع أولوية الإنارة نظراً لأهميتها، كونها منطقة كراج لأغلب الباصات و السرافيس، ومركزاً لواحد من أكبر الأسواق الشعبية في المدينة.
فيما أكدت ملك المحمد، أنها تعرضت لحوادث سرقة أثناء عودتها إلى منزلها في “باب الحديد”، وذلك يعود ،على حد قولها، لظلمة الشوارع، التي توفّر جواً مثالياً للسارق لكي يتم فعلته.
وأضافت:” عملي كطبيبة يُجبرني على العودة في ساعات متأخرة من الليل في بعض الأحيان، وكثيراً ما أشعر بالخوف بسبب ظلمة الشوارع”، مشيرة إلى أن الحملات المكثفة التي تحدث في هذا الصدد بالمدينة، لا تعتبر كافية مقارنة بالاحتياج على أرض الواقع، وخاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء، وزيادة ساعات الليل.
المجلس لا يجيب…!
وكان مجلس مدينة حلب، الذي لم يقدم أي إجابات على تساؤلاتنا بهذا الصدد، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، قد أتم تنوير عدد من الشوارع على مداخل حلب ضمن حملة لعيونك يا حلب، والتي كان من ضمنها مدخل حلب الغربي، من دوار الموت وحتى مفرق كلية العلوم، والأعمال مستمرة حتى مشفى الحياة بحسب خطة الحملة، إضافة لتنوير محور شارع الاتحاد “من دوار العائلة وحتى الدوار المائل”، في حين ما زال واسط المدينة قابعاً وسط الظلام، ليتساءل مواطنون إلى متى؟.