التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل 

الثورة – مريم إبراهيم :

فجوة كبيرة بين متطلبات سوق العمل ومهارات الباحث عن العمل باتت تشكل عقبة حقيقية في ميدان العمل، بالتزامن مع مشكلات فرص العمل ومعدلات البطالة المرتفعة، وتدهور الاقتصاد، وضعف القطاع الخاص، وتفشي البطالة المقنعة، وبالتالي إعداد عاطلين أكبر عن العمل ومشكلات تفاقم الفقر، وضعف التنمية وغير ذلك الكثير .

غياب الحلول

ويطرح اليوم هذا الموضوع في عديد من ملتقيات تخصصية حول فرص العمل والتدريب والتأهيل من وجهات نظر مختلفة، لكن ما يثير التساؤلات أكثر هو عدم وضوح الرؤى وإيجاد خطط واضحة تصوب مسار فرص العمل وتحقق المواءمة بين متطلبات السوق والحاجة للعمل، في وقت تتأكد فيه إحداث نقلة في هذا الشأن، كما يبدو موضوع التدريب والتمكين محور أساسي يفرض بقوة في ضوء ما تتطلبه قطاعات العمل المختلفة، إذ يعاني الشباب من صعوبة إيجاد عمل بسبب نقص الخبرة والتدريب، وقلة التجارب والتواصل مع الشباب في الخارج .

الدكتور سامر حسام الدين من كلية الهندسة المدنية والكهربائية بجامعة دمشق تحدث حول ضرورة أخذ موضوع الشباب وفرص العمل بعين الاعتبار في الظروف الراهنة وتدريبهم حول متطلبات سوق العمل واحتياج الشركات ودراسة واقع العمل ونقاط القوة والضعف والمنتج الوطني والمستورد وهذا بدوره يضع خريطة وخطة عمل لأي منشأة وقطاع سواء خاص كان أم عام .

وأضاف الدكتور حسام الدين إنه من الأهمية العمل لسد الفجوة بين الباحثين عن عمل ومتطلبات سوق العمل وزج المهارات لهذا السوق لتجاوز الفجوات، وتأمين التقنيات الحديثة وتأهيل الخريجين، وتطوير مناهج التدريب لتكون أكثر حداثة مما تعطى في الجامعات والمعاهد، والتوءمة بين الجامعات السورية مع الجامعات الأخرى ، ورفع كفاءات التدريب لدى الخريجين واندماجهم بسوق العمل من خلال المؤتمرات وورشات العمل، والتشبيك مع قطاعات العمل الخاصة والعامة، ومعرفة الاحتياجات التدريبية لهذه القطاعات وتضمينها بمناهج التدريب للجامعات والمعاهد سواء أنواع التدريب الصناعي أم المهني أم الإداري والتجاري وغير ذلك، مع العمل على إنشاء حاضنات للأعمال تنتشر على كامل الجغرافية السورية، والاستفادة من التجارب الناجحة ومن شركات التدريب المحلية، والتشبيك معها لتبني تجارب تدريبية وتلبية تكامل الخطط التدريبية في المراكز التدريبية مع متطلبات سوق العمل.

قروض ميسرة

وأكد الدكتور حسام الدين على أن موضوع تأمين فرص العمل يحتاج لمشاركة وتشبيك، ومسؤولية الجهات المعنية تسهيل القوانين وخاصة لناحية الضرائب والأماكن، وتشجيع القرض الميسر للطلاب لإنجاز الدورات التدريبية والحصول على فرص عمل، كإنشاء بنك للطلاب يمنح قروضاً طلابية دون فائدة يستفيد منه الطالب في تدريبه ويسدده لاحقاً، فلدينا عدد كبير من الخريجين يبحثون عن فرص التدريب والتأهيل والعمل، ويمكن لهذه البنوك مساعدة الطلاب والعاطلين عن العمل، وضرورة أن يتبع التدريب الموجه تأمين العمل، إضافة إلى اعتماد منصة موحدة للإعلان عن فرص العمل وتحديد احتياجات المحافظات لفرص العمل، واعتماد شهادة تدريب موحدة لكل دورة تدريبية تخصصية حتى مع اختلاف المراكز.

ملتقيات عمل

ويؤكد خبراء أهمية الملتقيات التي تعنى بسوق العمل، وضرورة التشاركية بين القطاعين العام والخاص لحل المشكلة قدر الإمكان وإحداث ولو بعض الأثر الإيجابي في واقع هذا السوق، إذ بات من الملفت تبني شركات خاصة لموضوع تدريب وتأهيل باحثين عن العمل في وقت لا يستطيع القطاع العام إنجازه بالقدر المطلوب، وكذلك توسيع دائرة التواصل بين الشباب الجامعي في الداخل والخارج ومؤخراً أقيم الملتقى الريادي نحو ربط التعليم السوري بالعالم .

مدير شركة للدراسات والتدريب المهندس عبد الرزاق صبيح بيّن أن إقامة الملتقى الريادي للتعليم والاستشارات في دمشق خطوة استراتيجية نحو تعزيز التواصل بين التعليم السوري والمنظومة الأكاديمية العالمية، وفتح آفاق جديدة أمام الشباب السوري للانخراط في بيئة تعليمية أكثر انفتاحاً وابتكاراً، وجاء ليسدّ فجوة طال انتظارها في التواصل المباشر بين الطلاب السوريين وممثلي الجامعات الدولية، كما أن مشاركة جامعات من تركيا، قبرص، كازاخستان، وأوزبكستان أعطت الحدث بعداً دولياً مهماً، ووضعت دمشق مجدداً على خارطة التعليم العالمية.

وأكد المهندس صبيح أن التعليم والتدريب هما الأساس لبناء الإنسان قبل أي بنية أخرى مع السعي لربط الطلاب بفرص حقيقية، وبرامج أكاديمية ومهنية معترف بها دولياً، فالطالب السوري قادر على المنافسة في أي بيئة علمية متقدمة.

وتوقيع اتفاقيات الشراكة مع جامعتي أضنة كنت وكوجالي خلال الملتقى يأتي ضمن توجه واضح لاعتماد الشهادات المهنية والتدريبية في مجالات ريادة الأعمال، الذكاء الاصطناعي، القيادة والإدارة، والتسويق الرقمي، موضحاً أن هذه الشهادات موثقة ومصدّقة من وزارة الخارجية التركية ما يمنحها قوة اعتماد دولية.

مدير مجموعة رواد للاستثمار المهندس أنس عليان لفت إلى أن الملتقى الريادي للتعليم والاستشارات يأتي في سياق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى ربط سوريا من جديد بالعالم عبر جسور العلم والمعرفة، وهذا يعكس إرادة سورية حقيقية في الاستثمار بالإنسان قبل البنية، وتنظيم الملتقى بمشاركة جامعات دولية وحضور رسمي من القيادات الأكاديمية والتربوية، هو رسالة واضحة أن سوريا قادرة على النهوض من جديد من خلال التعليم والتدريب النوعي والشراكات البنّاءة، ومجموعة رواد تعمل منذ تأسيسها على بناء منظومة متكاملة من التعليم والتدريب وريادة الأعمال، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان، وأن الشباب السوري يستحق أن تتاح له الفرصة ليكون شريكاً فاعلاً في إعادة بناء وطنه.

آخر الأخبار
السفير الألماني يدعو إلى تجديد التبادل التجاري مع سوريا   المراهق.. فريسة بين تنمر المجتمع والعالم الرقمي  اختصاصات جديدة تعيد رسم ملامح كليات الشريعة  مشاريع الخريجين وتأهيلهم لسوق العمل على الطاولة   خرسانة المستقبل.. ابتكار سوري يحول الأمطار إلى ثروة مائية  التدريب والتأهيل.. فجوة بين العرض والطلب في سوق العمل  تصدير 11 ألف رأس من الماشية الى السعودية "المركزي" يمنح البنوك مهلة 6 أشهر لتغطية خسائر الأزمة اللبنانية بدء تنفيذ مدّ الطبقة الإسفلتية النهائية على طريق حلب – الأتارب الإحصاء.. لغة التنمية ورهان المستقبل "التربية والتعليم ": الإشراف التربوي في ثوب جديد وزير الداخلية يترأس اجتماعاً لبحث الواقع الأمني في ريف دمشق "المواصلات الطرقية": نلتزم بمعايير الجودة بالصيانة وضعف التمويل يعيقنا البنك الدولي يقدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بـ216 مليار دولار "صحة اللاذقية" تتابع 24 إصابة بالتهاب الكبد A في "رأس العين" حملة إزالة الأنقاض تعيد الحياة إلى شوارع بلدة معرشمشة سوريا والصين.. رغبة مشتركة في تصحيح مسار العلاقات زيارة الشيباني المرتقبة إلى بكين.. تعزيز لمسار التوازن السياسي هل تعوق البيانات الغائبة مسار التعافي في سوريا؟ شوارع حلب تقاوم الظلام .. وحملات الإنارة مستمرة