هو ليس مؤسسةً ولا حزباً ولا جمعيّة ولا قبيلةً… إنه مجرّد شابّ يعشق الطبيعةَ، يعيش في إحدى زوايا الريف السوري الجبلي الهادئ.
استطاع هذا الشاب (أحمد منصور) أن يصنع أمراً فوق العادة، من دون ضجيج، إذ نجح بتحويل العداوة الفطرية إلى صداقة وسلام ووئام وألفة.
فقد جمع بين الصقر والسنجاب والثعلب والدجاج، بلا خوف، ولا دماء في مزرعة صغيرة!.
جمع بين كائنات اعتادت أن تكون أعداءً بالفطرة، لكنّها تخلّت عن شراستها، حين رأتْه – وهو الأقوى بينها – محباً ومسالماً، وكأنها وَجدتْ في قلبه الأمان الذي فقدته، وربما فقدَه الإنسان أيضاً.
إنه مشهد مدهش في جماله، لكنّه موجع لنا كبشرٍ حين نلاحظ كيف تتعلم الحيوانات معنى التعايش، وتعيش في أمن وسلام، فيما ما زال بعضنا في وطنٍ واحد يتنازعون ويتقاتلون، تُعميهم الكراهية، وتفرّقهم العصبيات!
كيف ولماذا صمتت أنياب الحيوان، واشتعلت أحقاد الإنسان؟
ربما في محمية هذا الشاب رسالة أعمق من مجرد حبّ الطبيعة. إنها تذكير بأن السلام يبدأ من الداخل، وأن الرحمة لا تحتاج شعارات، بل تحتاج قلباً صادقاً.
لعلنا، نحن الذين نفاخر بعقولنا، نتعلم من هذه المملكة الصغيرة أن التآلف ليس معجزة، بل هو إرادة وقرار نصنعه إن أردنا.