مع إغلاق باب قبول طلبات الترشح لرئاسة وعضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم نظراً لانتهاء المهلة الزمنية المحددة لهذه الغاية، توضحت بشكل كامل ماهية القوائم التي ستخوض السباق الانتخابي بما تضمه من أسماء.
في الحقيقة إن كافة القوائم التي تم تداولها تضم أسماءً لامعة من أبناء اللعبة وذوي الخبرة الفنية والإدارية، لا بل إن معظم القوائم ركزت على مسألة التمثيل لكافة المحافظات في خطوة تهدف بشكل واضح لكسب أصوات اللجان الفنية في المحافظات باعتبارها من مكونات الجمعية العمومية للعبة الشعبية الأولى، ولكن بعيداً عن مسألة التمثيل الجغرافي واستقطاب الخبرات فإن الغريب جداً هو أن أياً من القوائم لم يعلن عن برنامجه الانتخابي في مشهد غير صحي يوحي بالأهداف الحقيقية التي يرنو البعض لتحقيقها من خوض السباق الانتخابي، وهي أهداف لا تنظر بالمقام الأول لخدمة كرة القدم السورية، وإنما لها مآرب أخرى تكاد تكون شخصية عند البعض دون تعميم هذا الأمر على الجميع.
طبعاً قد يكون منطقياً عدم التركيز خلال الفترة الماضية على برامج العمل والوعود الانتخابية، لأن كافة القوائم برؤسائها ونوابها وأعضائها كانت منشغلة بجمع الأصوات المؤهلة لخوض السباق الانتخابي (خمسة عشر تأييداً خطياً لكل قائمة)، عدا عن محاولة العمل على التحالفات والتكتيكات الانتخابية التي من شأنها أن ترجح كفة قائمة على حساب أخرى، لكن الأكيد هو أن الفترة المقبلة ستشهد استعراضاً للبرامج الانتخابية لكل قائمة، وعندها فقط يمكن الحكم بشكل منطقي على قدرة كل قائمة بخدمة كرة القدم السورية، أما إطلاق الأحكام المسبقة على كل قائمة من هوية رئيسها وأعضائها فهو أمر مرفوض لأن الحكم على الشكل دون معرفة المضمون لا يكون دقيقاً.