الثورة – ناصر منذر:
وسط تشديد قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها على قطاع غزة المنكوب، دعت منظمات أممية لإنهاء الحصار الغذائي، فيما أعلنت مصادر طبية أن النقص الحاد في المعدات يهدد بانهيار القطاع الصحي، وذلك في ظل مواصلة الاحتلال حرب الإبادة الجماعية، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي هذا الإطار، دعا مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، لإنهاء الحصار الغذائي المتواصل على قطاع غزة منذ 9 أسابيع، لاسيما وأن حياة 2.1 مليون مواطن في قطاع غزة على المحك.
وعبر موقعه الرسمي، أكد المكتب الأممي أن مخزوناته قاربت على النفاد مع دخول الحصار (الإسرائيلي) الشامل على غزة شهره الثالث.
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن أكثر من 9 أسابيع مرت على حصار غزة الذي تمنع إسرائيل فيه دخول جميع المساعدات الإنسانية والطبية والتجارية. مشيرة إلى أنه كلما طال أمد هذا الحصار ازداد الضرر الذي لا يمكن إصلاحه على حياة عدد لا يُحصى من الناس.
ونقلت وكالة وفا، عن الوكالة الأممية تأكيدها أن آلاف الشاحنات التابعة لها جاهزة للدخول، مشيرة إلى أن فرقها في غزة مستعدة لتوسيع نطاق عمليات التسليم.
وبحسب الوكالة، أظهر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة لتحليل صور الأقمار الاصطناعية أن ما يقرب من 81% من الأراضي الصالحة للزراعة في قطاع غزة شهدت انخفاضاً كبيراً في المحاصيل الزراعية.
وقال التقرير الأممي إن تدمير الأراضي الزراعية نتج عن عمليات القصف والتجريف جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
أدوات طبية مستهلكة
على التوازي، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، اليوم أن أقسام العمليات والعناية المركزة والطوارئ باتت تعمل بأدوات طبية مستهلكة وفي ظل غياب أصناف حيوية، محذرة من أن هذا النقص الحاد في التجهيزات يعمّق الأزمة التي تعانيها المستشفيات ويعيق عمل الطواقم الطبية.
ونقلت وكالة وفا عن المصادر ذاتها، قولها إن المستشفيات في قطاع غزة باتت تفتقر إلى أجهزة الأشعة المتنقلة وأجهزة التخدير، كما لا تتوفر مستلزمات جراحية لإجراء عمليات تخصصية مثل: العظام، والأوعية الدموية، والعيون.
كما أشارت المصادر، إلى نفاد غازات طبية أساسية مثل ثاني أكسيد الكربون، والأقمشة الطبية، والأسرّة، ومستلزمات مكافحة العدوى، في ظل انعدام الإمدادات الغذائية للطواقم العاملة على مدار الساعة، نتيجة الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال على القطاع.
وأكدت أن “النقص الحاد في الأجهزة الطبية واللوازم العامة يزيد مضاعفة الأزمة المركبة التي تعانيها المستشفيات وتعيق عمل الفرق الطبية”.
من جانبها أطلقت جمعية الهلال الأحمر، نداءً عاجلاً طالبت فيه المجتمع الدولي بتوفير الحماية الفعلية للعاملين في المجال الإنساني في فلسطين، في ظل استمرار استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم. وفق ما ذكرته الوكالة.
وأفادت الجمعية بمناسبة اليوم العالمي للهلال الأحمر والصليب الأحمر، بأن “عدد الشهداء من كوادرها بلغ 48 شهيداً منذ بدء العدوان، من بينهم 30 استُشهدوا أثناء تأدية مهامهم وهم يرتدون شارة الهلال الأحمر”، مشددة على أن عدد شهداء العمل الإنساني والطواقم الطبية في القطاع تجاوز 1400 شهيد.
ويمنع الاحتلال الإسرائيلي منذ الثاني من آذار/ مارس الماضي دخول جميع المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى القطاع، والتي يعتمد المواطنون بشكل كامل عليها للبقاء.
ارتفاع عدد الشهداء
وفي ظل تصعيد حرب الإبادة الجماعية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية، استشهاد 15 فلسطينياً بينهم 5 أطفال جراء قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في جباليا البلد شمال قطاع غزة.
كما استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، بعد قصف طيران الاحتلال منزلًا في محيط مسجد حماد الحسنات غربي مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما نسف جيش الاحتلال عدداً من المنازل في المناطق الشرقية من حي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52862 شهيداً، و119648 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت وكالة وفا نقلاً عن مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2749 شهيداً، و7607 إصابات، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 33 شهيداً، بينهم 29 شهيداً جديداً، و4 شهداء تم انتشالهم، و94 إصابة، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.