اجتماع أنقرة بحث الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب والتحديات المشتركة الشراكة لم تعد خياراً بل ضرورة ملحة  الشيباني: سوريا موحدة – فيدان: ندعمها بشكل كامل – الصفدي: استقرارها ركيزة للمنطقة

الثورة – ناصر منذر :
استكمالاً لمسار التنسيق الأمني والسياسي بين سوريا وتركيا والأردن، في ظل التحوّلات الإقليمية المتسارعة، عقد وزراء خارجية سوريا وتركيا والأردن، اليوم الاثنين، اجتماعاً ثلاثياً في العاصمة التركية أنقرة، لبحث التطورات الراهنة، والتحديات الأمنية المشتركة.

وذكرت وكالة الأناضول، أن الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ونظيريه التركي هاكان فيدان، والأردني أيمن الصفدي، ناقش التطورات والوضع الأمني في المنطقة، إلى جانب مكافحة الإرهاب والتحديات المشتركة.

الشيباني: الشراكة ضرورة ملحة

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه التركي هاكان فيدان والأردني أيمن الصفدي، عقب الاجتماع، جدد الوزير الشيباني التزام سوريا بتعزيز التنسيق العسكري والأمني مع تركيا والأردن، مشيراً إلى أن هذه الشراكة لم تعد خياراً، بل ضرورة ملحة. وقال: “نعمل على تكثيف التعاون لمواجهة التهديدات العابرة للحدود ورصد تحركات الجماعات المسلحة ومنع تسلل المتطرفين إلى أراضينا المشتركة”.

كما أكَّد الوزير الشيباني أن وحدة الأراضي السورية غير قابلة للمساومة، فسوريا دولة موحدة غير قابلة للتجزئة، وسيدة على أرضها وستبقى كذلك.

وأضاف وفق وكالة الأناضول: “ليعلم الجميع.. سوريا لن تعود إلى الحرب، وسنلجأ لكافة الوسائل القانونية والأمنية اللازمة للحفاظ على السلم الأهلي وضمان ألا تتكرر مآسي الماضي”.

وأكد الشيباني أن سوريا تواجه “عقبة كبرى، وهي استمرار العقوبات المفروضة عليها، والتي تعود إلى عهد النظام السابق وكان يُفترض أن تنتهي بسقوطه”، مشدداً على أن هذه العقوبات لم تعد تحقق أي هدف سياسي مشروع، بل أصبحت وسيلة لمعاقبة الشعب السوري، حيث تعيق الاستثمارات، وتمنع استيراد السلع، وتشل عجلة الاقتصاد في البلاد.

وتابع بالقول: نطالب بإعادة تقييم هذه العقوبات الجائرة بشكل فوري، لاسيما في سياق الجهود المبذولة لتأمين العودة الطوعية والآمنة والكريمة لجميع اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن هذه العودة لا يمكن أن تتحقق في ظل هذا الحصار الاقتصادي.

الانتهاكات الإسرائيلية تهدد المنطقة

وبخصوص الانتهاكات الإسرائيلية اليومية قال الشيباني: “لاتزال حددونا تتعرض لانتهاكات مستمرة جراء الاعتداءات الإسرائيلية”.
مؤكداً أن هذه الانتهاكات “ليست حوادث فردية، بل خروقات ممنهجة للقانون الدولي واستفزازات صريحة تهدد بإشعال المنطقة بأسرها”.

وأضاف: “الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، والتي كثيراً ما تستهدف البنى التحتية المدنية وتتسبب في سقوط الأبرياء، ليست أعمال دفاع عن النفس، بل تصعيدات مدروسة تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا وجر المنطقة إلى دوامة الصراع مجدداً”.

وجدد الشيباني دعوته المجتمع الدولي إلى فرض المحاسبة على إسرائيل والتمسك بالقانون الدولي، مؤكداً على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، باعتبارها إطاراً قانونياً جوهريا لاستعادة الهدوء على جبهة الجولان المحتملة، وإلزام إسرائيل باحترام التزاماتها ووقف اعتداءاتها والاعتراف بسوريا.

المستقبل لسوريا الواحدة الموحدة

من جهة ثانية قال الشيباني: “نحن الآن بصدد تنفيذ اتفاق وطني مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وضم جميع المناطق تحت سلطة الدولة المركزية”. مضيفاً:” ندرك أن هذه العملية معقدة وحساسة، لكنها ضرورية، ونؤكد بوضوح أن حقوق مواطنينا الأكراد محفوظة ومكفولة على قدم المساواة مع سائر أبناء الشعب السوري”.

وحذَّر الشيباني من أن “المماطلة في تنفيذ هذا الاتفاق سيطيل أمد الفوضى ويفتح الباب أما التدخلات الأجنبية ويغذي النزعة الانفصالية، وقال:” هدفنا ليس الهيمنة بل التوحيد. المستقبل لسوريا الواحدة الموحدة”.

وقال الشيباني: “نحن في طور تأسيس مرحلة سياسية وطنية جديدة من خلال تشكيل برلمان وطني يعكس التنوع الكلي للشعب السوري”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ليست تقنية فقط، بل محطة مفصلية في مسار استعادة الحوكمة الشرعية والتمثيلية.

حوار وتعاون

وأضاف: “وعلى الصعيد الدبلوماسي شرعنا في حوار وتعاون مع وزارة الخارجية التركية، بهدف تبادل الخبرات وبناء أساس من الثقة المؤسسية طويلة الأمد.. وفي هذا السياق يسعدنا أن نعلن عن خطوات عملية لفتح سفارة الجمهورية العربية السورية في أنقرة، وافتتاح قنصلية جديدة في غازي عنتاب، بالإضافة إلى قنصليتنا في إسطنبول”.

وقال: “ننسق مع الجهات التركية المختصة لتيسير حصول السوريين المقيمين في تركيا على الخدمات وضمان حريتهم في التنقل وتمكينهم من إعادة حياتهم بكرامة وأمان”.

وفي المجال الاقتصادي، قال الشيباني: “يعمل كل من وزارتي الطاقة والنقل، بالتنسيق مع نظرائهم في تركيا، على وضع اللمسات الأخيرة على مجموعة من الاتفاقيات”، مشيراً إلى أن هذه الاتفاقيات تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز التنقل وتحفيز التعافي الاقتصادي في القطاعات الحيوية، مشدداً على أن هذه الاتفاقيات ستخدم سوريا وتركيا على حد سواء، وستمهد لانطلاقة تنموية في المنطقة بشكل عام.

وبما يخص الأردن، قال الشيباني: “اتفقت مع نظيري السيد أيمن الصفدي على إنشاء قمة حكومية سنجريها في دمشق في الفترة المقبلة”.

من جهة أخرى، هنأ الشيباني الحكومة والشعب التركيين على قرار تنظيم “بي كي كي” حل نفسه وإلقاء السلاح؛ “لأن هذه الخطوة تمثل خطوة فارقة، ليس فقط لأمن تركيا الداخلي، بل لاستقرار منطقتنا ككلل، وقال:” نجاح هذا الجهد من صميم الأهداف التي اجتمعنا من أجلها اليوم.. استعادة الأمن وصون السيادة وإنهاء دوائر العنف المتكررة في منطقتنا”.

فيدان: إعادة بناء سوريا

من جهته أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال المؤتمر، أن التوسع الإسرائيلي في سوريا بات يشكل تهديداً لاستقرارها وأمنها، مشدداً على أن التهديد للأراضي السورية وللأمن السوري أحد أهم المشاكل التي تواجه دمشق.

وقال فيدان، وفق ما نقله تلفزيون سوريا: “بعد سقوط نظام الأسد بدأ فجر جديد في سوريا وسنكون داعمين بشكل كامل للسوريين”، مشيراً إلى أن هناك مشاكل تعيق استقرار سوريا ونعمل على تقييم هذه المشاكل، مضيفاً:” سنبذل ما بوسعنا لإعادة بناء سوريا مستقرة وخالية من المشاكل”.

وأضاف: هناك ثلث الأراضي السورية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ونعمل على إنهاء هذه السيطرة، داعياً في الوقت نفسه، الدول الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة رفع العقوبات فوراً عن سوريا.

من جهة ثانية، أعرب وزير الخارجية التركي عن اعتقاده بأن تنفيذ قرار حل تنظيم “بي كي كي” نفسه وترك سلاحه بصدق، سيكون مفيدا لمستقبل الجميع.
ووفق وكالة الأناضول، وصف الوزير التركي القرار بأنه “تاريخي ومهم” من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة.
وأكد فيدان أن أكبر أمنيات تركيا هي توسيع الديمقراطية والحرية والازدهار والأمن الذي طورته على مدار السنوات العشرين الماضية، وأن يتجاوز تأثير ذلك حدود تركيا، ليؤثر بشكل إيجابي على الدول والشعوب الأخرى في المنطقة.

الصفدي: إنهاء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

من جانبه، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، خلال المؤتمر إن موقف بلاده منسجم مع موقفي أنقرة ودمشق باتجاه العمل على إنهاء العدوانية الإسرائيلية على سوريا ووقف حرب الإبادة المتواصلة منذ نحو20 شهراً في قطاع غزة.

ونقلت “الأناضول” عن الصفدي قوله: “هذا الاجتماع عكس موقفنا الموحّد في دعم أشقائنا في سوريا وأمنهم واستقرارهم وسيادتهم، وحرصنا على العمل معا لمساعدتهم لمواجهة كل التحديات وما يهدد المسيرة التي بدأتها سوريا بعد عقود من الخراب والدمار والمعاناة”.

وأضاف: “دعمنا لسوريا ووقوفنا إلى جانبها لمواجهة كل ما يهدد أمنها واستقرارها مطلق، واستقرارها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وحصول الشعب السوري على حقه في الحياة الآمنة الكريمة بعد سنوات من المعاناة، أولوية بالنسبة لنا لن يدخر الأردن جهداً في دعمها”.

وأضاف الصفدي: “بحثنا اليوم خطوات عملية لدعم أشقائنا في سوريا للمساعدة في تفعيل المؤسسات وبناء القدرات وبناء علاقات اقتصادية تجارية استثمارية تنعكس خيرا علينا جميعا”.

خطر “داعش”

وتابع: “بحثنا الآليات التي يمكن من خلالها أن نتصدى معاً لتنظيم داعش والإرهاب بكل أشكاله، لأنه خطر علينا جميعاً”. مشيراً إلى اجتماع دول جوار سوريا الذي استضافه الأردن مؤخرا، والذي بحث كيفية العمل لمواجهة الإرهاب وحماية سوريا والمنطقة من خطر الإرهاب.

وقال: “صحيح أن ثمة تحديات في سوريا، لكن ثمة فرص كبيرة أيضاً، وكلما عملنا معا ونسقنا مواقفنا، استطعنا الدفع باتجاه الإفادة من هذه الفرص بما ينعكس خيراً على سوريا وشعبها”.

وأضاف الصفدي: “التحديات الأكبر هي التي تستهدف أمن واستقرار سوريا من الخارج، وفي مقدّمها العدوان الإسرائيلي المتجدد عليها ومحاولة إسرائيل التدخل في الشؤون السورية وبث الفرقة والفتنة والانقسام، وهذا أمر نتصدى له ونرفضه ونشرح للعالم كله خطورته”.

وشدد على أنه “لا حق لإسرائيل في أن تعتدي على الأراضي السورية والدفع باتجاه التوتر والانقسام، وتدخلاتها في سوريا لن تجلب الأمن لإسرائيل، كما لن تجلب لسوريا سوى الخراب والدمار”، مؤكداً أن بلاده تريد لكل سوريا أن تنعم بالأمن والاستقرار وأن لا يكون فيها سواء خطر إرهابي أو خطر التدخل الإسرائيلي.

وأضاف: “موقفنا في هذا الشأن واضح وثابت وننسق مع إخواننا في سوريا وفي تركيا والدول العربية الشقيقة والمجتمع الدولي من أجل وقف هذه العدوانية الإسرائيلية وإلزام إسرائيل احترام سيادة سوريا وعدم التدخل بشؤونها، لتستطيع المضي بعملية إعادة البناء، وتضمن الأمن والاستقرار لكل الشعب السوري وتحفظ حقوقه”.

وأكد الصفدي على الاستمرار “بالتنسيق مع سوريا وتركيا والدول العربية من أجل البناء على هذا الموقف وتقويته ليثمر النتيجة التي نريدها وهي انسحاب إسرائيل من كل الأراضي السورية ووقف تدخلاتها في الشأن السوري”.

وكشف بالقول: “أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التنسيق والخطوات العملانية التي ستعكس بشكل واضح وملموس مدى التعاون الذي يجمع بلداننا ومدى الحرص على أن نسير إلى الأمام ضمن روحية تدرك أهمية أن نعمل معاً بشكل واضح وتجلب الخير لبلداننا جميعا”.

وكان الوزير الشيباني قد التقى على هامش الاجتماع الثلاثي، نظيره التركي فيدان.

آخر الأخبار
متوجهاً إلى السعودية في مستهل جولته...   ترامب: قد نخفف العقوبات على سوريا   News Week:  صور تُظهر استعداد أميركا لإقامة قاعدة في الخطوط الأمامية لحرب الصواريخ مع الصين  شراكات نوعية  وتبادل طلابي وأكاديمي  مع الجامعات التركية وزير التعليم العالي: نقاشات لتلافي ثغرات قانون تنظيم الجامعات  إيجاد قانون يشكل خارطة طريق للمستقبل ... الشرع يستقبل وفداً من جمهورية الصين الشعبية اجتماع أنقرة بحث الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب والتحديات المشتركة الشراكة لم تعد خياراً بل ضرورة ملح... الموت جوعاً يترصد أهالي غزة وتحذيرات من انهيار القطاع الصحي مليونا مواطن حياتهم على المحك  انطلاق مؤتمر الأخوة في مدينة نوى تعزيزاً للأمن الصحي.. شراكة دوائية مرتقبة بين سوريا والسودان زيارة ترامب الخليجية وإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة مخالفة لحوم ومواد غذائية في طرطوس  إدلب تُعيد الحياة لثروتها المائية.. إدلب تُعيد الحياة لثروتها المائية.. أول مفرخ للأسماك العذبة ينطل... حصاد سوريا المتوقع من بيادر زيارة ترامب إلى الخليج العربي إعلام عبري:  تخوف إسرائيلي من التباعد مع واشنطن في قضايا أساسية تعميم "المركزي" قيد الترحيب والانتقاد.. الخبير تيزيني لـ"الثورة": يحتاج بنداً واضحاً وصريحاً درعا.. خطط لتوفير مياه الشرب والري أسعار خضار درعا تتراجع والقادمة من الساحل تحلق آلية للتشاور الاقتصادي والتجاري بينهما... اتفاق أميركي- صيني على خفض التعريفات الجمركية 90 يوماً  تأخير إعلان جدول الامتحانات للمراحل الانتقالية يربك الأهالي والطلاب 3,5 ملايين بيضة إنتاج"دواجن" حماة والعلف نباتي 100%