حسين صقر:
لكون الحياة ملأى بالصعاب، ويكتنفها الكثير من التجارب، ثمة قضايا تواجهنا، فإما أن تزرع فينا الثقة وتعززها، أو تضعف الشخصية، وتنال من الهيبة التي يحرص الإنسان على صناعتها طيلة حياته، والثقة لا تقتصر على النفس فقط، بل لأكثر من ذلك.
والثقة بين المواطن والمسؤول، أهم الأبواب التي تفتح في هذا الإطار، ولاسيما أن الأول هو صاحب الحاجة، والثاني هو القادر على تحقيقها وتنفيذها، بعيداً عن الآمال الوهمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
سوريا اليوم تعيش ظروفاً صعبة بعد التحرير من حقبة غابرة ومظلمة، استمرت أكثر من نصف قرن، ساد فيها الفساد واستشرى كالمرض، وباتت تركة ثقيلة على كاهل الحكومة الحالية التي تسعى جهدها لتوفير الأمن والأمان ومتطلبات المعيشة للمواطن، ولهذا تحتاج لمدّ جسور الثقة بين المواطن المغلوب على أمره، والمسؤول كائناً من كان في موقع القرار، وذلك من أجل النهوض بالبلاد وإعادة إعمارها وبنائها، والعباد من أجل توفير أدنى الحقوق لهم والمتمثلة بتحقيق الأمن وتأمين الخدمات الضرورية لهم، والتي تمهد للانتقال إلى مرحلة أكثر أهمية في هذا المجال.
لقد دفع المواطن السوري على مدى أربعة عشر عاماً من دمه وعرقه وراحته ثمناً باهضاً حتى بدأت الأمور تستقيم، وتسير في سياقها الصحيح، واليوم توّاق أكثر من أي وقت مضى ليستعيد الوطن عافيته وينهض من كبوته التي أخرته سنوات للوراء، ولهذا يأمل أن يلقى آذاناً مصغية كي تعود عجلة الحياة للدوران، ويتسارع البناء لتعويض ما فات.