تشكل الذاكرة المعرفية عامل جذب للسياحة بمعناها الثقافي، الغارق في تبادل ثقافي والتعرف على التاريخ والحضارة من خلال زيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف والتعاطي مع الفنون والعمارة ونمط حياة ناس مختلفين…
ملامح تجعلنا نعيش تجريه سفر لا تنسى، من ينسى جولاته في تلك الأسواق القديمة التي حفرت في ثناياها ذكريات تاريخ لا ينسى، أتذكرها جيداً في خان الخليلي في القاهرة، مع أنه كان نهارا صيفيا حارا جداً من شهر آب، إلا أن تلك الرفقة مع فنانين تشكيليين، أحضرتهم حينها صديقة العمر رانية خلاف الفنانة التشكيلية والإعلامية في صحيفة الأهرام، جعل الزيارة ذكرى لن تفارقني ما حييت.
دون الدخول في كل تفاصيل الرحلة من مشتريات تراثية، وجلسة في مقهى الفيشاوي يتخللها أصوات الباعة يصرون على أن تشتري حقائب جلدية، والجولات في الشوارع الملاصقة الطويلة والتي تحتاج إلى زيارات عدة كي تتذكر ملامحها وأسماءها.
السر في الترحال يكمن في تلك الذكريات التي تصنعها مع آخرين تتشابه معهم في أي بلد، كأنكم إخوة ولدتم معاً، ولكن حين يكون الاهتمام مشتركا مع عالم من المعرفة والفن يصبح للرحلة معنى مغايرا تتوق إليه باستمرار، مما يعطيك دفعا كي تكرر الرحلة.
كلما فقدت شغفك، وداهمك الروتين على عجل تنتفض متذكراً ترحالك وتقول سأعيدها يوما، ومن ثم تنتعش وتتابع يومك بتجدد يفيض على الآخرين دون أن يعرفوا سر التوق إن لم يجربوه.