امتلاءٌ وتفريغ

كل ما يخطر في بالنا من أفكار، وكل ما نشعر به من أحاسيس، لا يعدو كونه أكثر من ملء مساحات فارغة..
هل نحتاج أكثر إلى ملء الفراغ.. أم إلى استعادة الإحساس به من جديد، أكثر..؟
وهل الحبّ سوى لعبة خلق توازن بين ملء وفراغ..؟
الامتلاء والتفريغ.. كلمتان متلازمتان على الرغم من طبيعتهما (الضدية).

ما نفعله هو أننا نلعب هذه اللعبة المتناوبة بين المفردتين..نشعر بوجود حيز “فارغ”، سواء أكان مادياً ملموساً أم معنوياً، ثم نسعى إلى جعله ممتلئاً.. إلى تعبئته لسدّ نقصٍ ما أو حاجة.. وبعد الإحساس بفيض الامتلاء يغدو مع الوقت عبئاً، نسعى مجدداً إلى التخلّص منه واستعادة الرغبة باستشعار الفراغ.. كأنه نوع من حريّة لذيذة غير مكتشفة إلا لحظة (التخلّي).

هل نتجدد مع كل (تخلٍّ)، بوصفه عيشاً لفراغٍ ما..؟ نيتشه كان يرى: “من لا يستطيع التخلّي عن شيء، لا يستطيع الإحساس بأي شيء”.

مع كل (تخلّصٍ)، من أشيائنا التي تختزل ماضينا وذكرياتنا، ثمّة فسحة من عيشٍ مخبّأ بإمكانية جديدة لاكتشاف ما وراء حيّز المساحة الناتج عن (التخلص/التخلّي). صحيح أننا نرى فيها لحظات حياة لا يراها الآخرون ولكن بنفس الوقت نرى القدرة على خلق الجديد الكامن خلف الاستغناء والتخلص.. (فكل ما نتركه وراءنا يتحوّل إلى ضوء).

أيضاً الشطب والحذف.. كلاهما نوع من استعادة الفراغ “الإيجابي”.. لاسيما في عالمنا القائم على تواصل يعتمد على أجهزة “ذكية” تمتلئ بتطبيقات (الدردشة).. ولهذا يغدو “الحذف” إنعاشاً لمساحاتٍ جديدة من ذاكرتنا.. ليس إلغاءً لذكرياتنا وكلماتنا أو حتى وعودنا للآخر.. وليس تقليصاً لحضوره داخلنا.. مقدار ما هو حالة عيش ولادة جديدة.. وخلق إمكانية للاكتشاف الدائم والمتواصل.. كأنه نوع من النبش في دواخلنا لتحصيل المختلف، الحي، والمتجدد. الفراغ هو طريق للامتلاء.. والتناوب بينهما دفقٌ لا ينتهي..

آخر الأخبار
"بوابة العمل" تصنع الفرص وتستثمر بالكفاءات المعرض الدولي لإعادة الإعمار فرصة جديدة للبناء في سوريا "المركزي": تفعيل التحويلات المباشرة مع السعودية يدعم الاقتصاد لجنة "سلامة الغذاء" تبدأ جولاتها على المعامل الغذائية في حلب "إعمار سوريا": نافذة الأمل للمستثمرين.. وقوانين قديمة تعوق المسيرة محافظ حلب يفتتح ثلاث مدارس جديدة في ريف المحافظة الجنوبي تعاون بين "صناعة دمشق" ومنظمة إيطالية لدعم التدريب وتأهيل الشباب الرئيس الشرع يبحث مع الأمير بن سلمان التعاون الثنائي آلية جديدة لخفض تكاليف إنتاج بيض المائدة في دمشق وريفها  سوريا تعلن اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة  الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين