الثورة- هبه علي:
في رابع أيام معرض “إعمار سوريا”، تتجلى روح التفاؤل والرغبة القوية في المساهمة بإعادة بناء البلاد، ليس فقط من قبل السوريين المقيمين، بل أيضاً من قبل مستثمرين وخبراء قدموا من مختلف أنحاء العالم حاملين خبراتهم ورؤاهم.
محمد سومر خيطو، زائر سوري، قدم من دبي خصيصاً لمتابعة فرص الاستثمار العقاري، وحسان الفرا، مدير إحدى الشركات المشاركة، الذي تحدث عن التحولات في بيئة العمل بعد التحرير.
لم يتردد محمد سومر خيطو في وصف سوريا بأنها “أرض خصبة للاستثمار”، خاصة في المجال العقاري. وأعرب عن سعادته بـ”تنظيم المعرض بطريقة جميلة” ومشاركة العديد من الشركات التي تتيح تبادل الخبرات.
وأشار إلى أن وجود مستثمرين من دبي والسعودية، بالإضافة إلى معرفة السوريين المغتربين بالسوق المحلي، يفتح الباب لـ”صيغة تعامل مشتركة” تحقق “نجاحاً لبلدي ونجاحاً لي كشركة”.

رؤية طويلة الأمد..
يؤمن خيطو بـ”الاستثمار على المدى الطويل”، ويرى أن “الربح البسيط في البداية” ثم “الاستمرارية” يساهم في تطوير البلد، مما يعود بالخير على الجميع، واصفاً هذه المقاربة بـ”وين وين” (win-win)، أي فوز للبلد وفوز للشركة.
ويسلط خيطو الضوء على “التسهيلات الحكومية” التي يراها في سوريا اليوم، من توفر الأراضي والمصانع والمعامل العاملة، بالإضافة إلى “كل شيء جيد” تقدمه الحكومة. ويعتبر المعرض “فرصة قوية لأي شركة لتثبت وجودها”.
تحولات ما بعد التحرير
على الجانب الآخر، قدم حسان الفرا، مدير إحدى الشركات المشاركة، رؤية متعمقة حول الفروقات بين العمل قبل وبعد التحرير، مؤكداً أن “الفرق كبير جداً”، وأنهم عانوا قبل التحرير من “عدة مشاكل”، أبرزها: العمالة الهرمة (تتراوح أعمارها بين من هم أكبر من أربعين عاماً او تحت الثامنة عشرة)، بالإضافة إلى هجرة الفئة الشابة أو وجودها في الجيش، مما سبب نقصاً حاداً في العمالة الماهرة، كما أن العمل كان يتأخر أحياناً بسبب عدم توفر المواد الأساسية للمعدات والآليات. ومن المشاكل أيضاً “التضخم المستمر” وعدم الاستقرار والذي أثرا على آلية التعاقد، سواء بالليرة أو الدولار، مما خلق حالة من عدم الوضوح.
على الرغم من هذه التحديات الحالية، لا يحمّل الفرا الدولة المسؤولية الكاملة، بل يدعو إلى تشجيع الدولة و”شد الهمم”، مؤكداً أن البلد خارج من حرب، ويجب إعطاء الدولة فرصة لتقف على قدميها.
ويرى أن الخبرات العالمية والمحلية المتاحة، مع البداية من نقطة متقدمة، ستساهم في تحقيق مستقبل مشرق للبلد.