الثورة – فؤاد الوادي:
أكد الباحث السياسي جواد خرزم، أن الشفافية والمصداقية ومكافحة الفساد، هي ركائز الدولة السورية الجديدة التي لا يمكن لها أن تبنى وتقوم بشكل صحيح ومتين إلا إلى تلك القواعد.
وقال خرزم: “إن ما كشفته رويترز بالأمس حول مجريات اجتماع للسيد الرئيس أحمد الشرع، دعا فيه الكوادر القيادية الثورية إلى الابتعاد عن مظاهر الترف والبذخ، ليس بالجديد، بل هو متوقع، لاسيما في ظل السياق العملي للرئيس الشرع خلال الأشهر الماضية، والتي أثبت فيها تواضعه وأخلاقه وحزمه، والتي تنسحب على معظم مسؤولي الحكومة السورية”.
وأوضح خرزم، أن حديث الشرع في ذلك الاجتماع ينطلق من فهم عميق لمتطلبات ضروريات المرحلة التي تتطلب جهوداً استثنائية لمواجهة التحديات الكبيرة والتركة الثقيلة من الفساد التي خلفها النظام المخلوع وراءه، مضيفاً أن الرئيس الشرع يدرك أيضاً حجم الاستهداف للكوادر الثورية، خاصة من فلول النظام المخلوع والدول والأطراف المتعاونة معها والتي تحاول التصيد بالماء العكر للإساءة إلى منجزات الدولة الجديدة خلال أشهر معدودة، هذا بالإضافة إلى أن الرئيس الشرع يسعى لأن يبقي الجسم الثوري نظيفاً من كل الشوائب والإغراءات المناصبية والقيادة.
وبين أن ما يتم تداوله في وسائل الإعلام عن قيام الرئيس الشرع بإغلاق مكتب لشقيقه، يندرج ضمن هذا السياق وهو الحفاظ على نقاء الدولة ومصداقيتها، وهي رسالة لكل المتصيدين بأن نهج وعهد التسلق على المناصب والمحسوبيات والقرابة للرئيس أو المسؤول، قد انتهى إلى غير رجعة لأن الدولة لا تقوم إلا على احترام القانون وحماية وحفظ الأموال العامة لأنها أمانة في أعماق الحكومة ومسؤولي الدولة بدءاً من أعلى الهرم وحتى أدنى موظف فيها.
وكانت وسائل إعلام أجنبية قد تداولت خبراً مفاده أن الرئيس الشرع وخلال جولة له شملت حمص وحماة وإدلب، قد شدّد على أن إعادة الإعمار لا تقوم على المحاباة والدوائر المغلقة، بل على الثقة والشفافية والمنافسة.
كما أكد الرئيس في ذلك الاجتماع عن مسار قرارات يمنع بموجبها كبار العاملين في الدولة من التداخل مع القطاع الخاص أو الاستثمار فيه، منعاً لتضارب المصالح.
وشدد على أن الدولة لن تتساهل مع شبه الفساد وأن هيئة الرقابة والتفتيش مفوضة لتأدية دورها الكامل بأعلى المعايير المهنية، وهو المبدأ نفسه الذي أعاد الرئيس تأكيده في اجتماعه الأخير مع مجلس الوزراء ونشر عبر الحسابات الرسمية.
