أصبح الإعلام الكروي لدينا عجوزاً بالنسبة للمتلقي، مع التطور الهائل والمتسارع الذي تشهده شريحة المتابعين والمحبين من الشباب والمراهقين، وخصوصاً الأطفال الذين أصبح لديهم تقنياتهم وأساليبهم ومصطلحاتهم، أي لنختصر هذا بالبنية التشجيعية مزاجاً وأسلوباً وتعاطياً بين المتنافسين على تشجيع فرق تكرست تقليدياً المنافسة و”الخصومة” التشجيعية بينها.
القائمون على الإعلام الكروي باتوا “ختايره”، لا يفهمون طريقة تلقي الأجيال الجديدة لما يحدث في مستطيلات الساحرة الكروية محلياً وعالمياً، وأبسط مثال تقريبي على تباين النظرة هو أن الكبار قد يقرؤون مباراة ما على أساس سياسي، أو خلافات تقليدية بين دولتين جارتين كما يحدث عربياً، لكن الصغار لا علاقة لهم بالسياسة ولا يفهمونها، ومن الخطأ الفادح أن تدخلها في الوجبة الإعلامية الكروية وأنت تخاطب هذه الشريحة.
بالمقابل وفي المثال نفسه فإنك لا يمكن أن تقدم في الوجبة المخصصة للكبار شيئاً عن وسامة كريستيانو قياساً إلى ميسي، فهذه النكهات تقدم لشرائح المراهقين، وخصوصاً الشريحة الأنثوية. إذاً نحن نخاطب اليوم الشريحة الكبرى من الصغار، ذكوراً وإناثاً ممن هم حالياً تحت السن الإعلامي، أقصد إعلامنا نحن فقط، بينما تطورت أدوات الإعلام لدى غيرنا وتمكنت من طرائق تفكيرهم والنكهات التي تجذبهم فهم الاستثمار الاقتصادي الأهم كروياً.
في الوقت نفسه يجب أن تتقن لعبة التوازن في الوجبة الإعلامية الكروية، بحيث تشمل الجميع وتتقن بمهارة أساليب تفكيرهم وطرق جذبهم، والخلاصة أننا أمام حلّين، الأول تدريب من لدينا من “ختايره” الإعلام الكروي، أما الحل الصحيح فهو كوادر شبابية مدربة ومتطورة تتقن بمهارة تقديم الوجبة الكروية للجميع. فالإعلام الكروي لا يحتاج إلى مكياج تجميلي، بل إلى روح جديدة تنبض بلغة هذا الجيل.