الثورة- هنادة سمير:
في خطوة لتعزيز مسار التحول المؤسسي داخل الجهاز الحكومي، أطلقت وزارة التنمية الإدارية مساء أمس منصة «واكب» كأول منظومة رقمية متكاملة لتنظيم العمل والتواصل الداخلي، وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه الوزارة لتوحيد الأدوات الرقمية، وتسهيل تدفق المعلومات بين المديريات والإدارة المركزية.
وتتيح المنصة بيئة أكثر مرونة وكفاءة لإدارة المشروعات والملفات والمراسلات، كما تمهّد «واكب» لبناء ثقافة عمل تشاركية تعتمد على التكنولوجيا كركيزة أساسية في الإدارة الحديثة.
توحيد التواصل الحكومي
حول ماهية المنصة وأهدافها بين مدير مديرية تقانة المعلومات والتحول الرقمي في الوزارة ضياء الدين الهندي في تصريح لصحيفة الثورة، أن إطلاق منصة «واكب» في هذا التوقيت يأتي استجابة لاحتياجات حقيقية داخل الوزارة لوجود منظومة رقمية موحدة تنظم العمل وتختصر الأدوات المبعثرة، موضحاً أن المنصة تشكل أحد المسارات التنفيذية في مشروع التحول المؤسسي الشامل الذي تعمل عليه الوزارة، وذلك عبر ربط التكنولوجيا بالبنية التنظيمية وتعزيز ثقافة العمل التشاركي والمؤسسي.
وأشار إلى أن: «واكب» ستوفر بيئة متكاملة لإدارة الملفات والمشروعات والمراسلات والمواعيد، ما يقلل الاعتماد على البريد الورقي والبريد الإلكتروني التقليدي، كما تسمح للمديريات بالتواصل المباشر مع الإدارة المركزية وتبادل الوثائق والمعلومات في الزمن الحقيقي، بما يسهم في رفع سرعة الإنجاز وتحسين التنسيق الداخلي.
وفيما يتعلق بإدارة المشروعات عبر المنصة، بيّن الهندي أن «واكب» تعتمد أدوات احترافية، مثل ألواح البورد (Kanban) وجدولة المهام، ما يتيح تتبع مراحل التنفيذ ومراقبة مؤشرات الأداء بشكل فوري، الأمر الذي يمكّن القيادة الإدارية من التدخل لمعالجة أي تأخير أو عقبات عند ظهورها.
وأوضح أن المنصة ترتكز تقنياً على حزمة تقنيات Nextcloud مفتوحة المصدر وتكاملها مع أنظمة تفاعلية، مثل Rocket.Chat وGitLab، ويتم تشغيلها على خوادم الوزارة ضمن بيئة محمية ومراقبة مركزياً، مع تطبيق سياسات صارمة للوصول والصلاحيات لحماية خصوصية البيانات وحصرها ضمن البنية الحكومية الوطنية.
وفي سياق تطوير المنصة، أكد أن جميع عمليات البناء والبرمجة أُنجزت بخبرات وطنية داخل الوزارة، مع مساهمة تطوعية من خبير سوري في ألمانيا، لافتاً إلى وجود دراسات لشراكات تقنية وطنية مستقبلية لدعم استدامة التطوير، وتوسيع التكامل مع باقي منصات العمل الحكومي.
وكشف الهندي أن «واكب» نُفذت تجريبياً في الإدارة المركزية، ومديريات التنمية في محافظات حمص وحلب وإدلب، ويجري التحضير لتعميمها على مديريات التنمية الإدارية في الوزارات خلال المرحلة المقبلة، لتشكل لاحقاً نواة منصة تواصل حكومي موحد تربط الجهات العامة ضمن بيئة رقمية مشتركة.
وبخصوص تقييم الأثر، أوضح أنه سيتم قياس التحسن في الأداء الإداري بناءً على مؤشرات واضحة، مثل سرعة إنجاز المعاملات، وعدد العمليات الرقمية التي تتم عبر المنصة، ومستوى التفاعل بين المديريات، إضافة إلى تراجع الاعتماد على الوسائل الورقية.
ركن أساسي في تسريع التحول الرقمي
وأكد أن المنصة تمثل ركناً أساسياً في تسريع التحول الرقمي داخل الجهاز الحكومي، من خلال تنظيم تدفق البيانات والمعلومات بشكل يرفع جودة اتخاذ القرار ويعزز كفاءة المؤسسات، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين والأطراف المعنية.
وفي مجال بناء القدرات، نوّه ببدء تنفيذ برامج تدريبية في الوزارة ومديرياتها بالمحافظات، مع التحضير لإطلاق سلسلة من الدورات الرقمية لضمان الاستخدام الأمثل للمنصة ودمجها بسير العمل اليومي.
وحول التحديات المتوقعة، أشار إلى أن تكامل الأنظمة الحكومية وتغيير الثقافة التنظيمية يشكلان أبرز التحديات، لكن الوزارة تعمل بالتوازي على إعداد سياسة وطنية لتوحيد البيانات وبرامج توعية لتعزيز تبني أدوات التحول الرقمي.
رؤية مستقبلية
وختم الهندي بالقول: إن رؤية الوزارة تتجه نحو جعل «واكب» منصة موحدة لإدارة وتواصل مؤسسات التنمية الإدارية، تمهد للتوسع إلى باقي الوزارات في إطار بناء حكومة رقمية متصلة ومرنة وشفافة، تعتمد التكنولوجيا في مختلف مراحل عملها الإداري.