الثورة – نيفين أحمد:
أكّد الدكتور صدام الحمود المحاضر في جامعة ليفربول ببريطانيا والذي عمل في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات في تصريح خاص “للثورة” أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى المملكة العربية السعودية تُعدّ مؤشراً واضحاً على بداية مرحلة جديدة في العلاقات العربية – السورية بعد أكثر من عقد من القطيعة والتوتر.
وأوضح الحمود أن الزيارة ليست مجرد حدث بروتوكولي بل تمثل رسالة سياسية تحمل في طيّاتها رغبة متبادلة في إعادة ترميم الجسور بين دمشق والرياض ضمن مقاربة أكثر واقعية وهدوءاً في التعامل مع الملفات الإقليمية.
وأشار إلى أن اختيار الرئيس الشرع للرياض كأول محطة عربية خارجية له يحمل دلالة رمزية على التوجّه السوري لإعادة التموضع ضمن الفضاء العربي، في حين يعكس استقبال المملكة له مستوى من الانفتاح المدروس في إطار سعيها إلى استعادة التوازن العربي في الإقليم بعد سنوات من الفراغ.
وبيّن الدكتور الحمود أن الملف الاقتصادي شكّل محوراً رئيسياً في الزيارة، خاصة في ظل حاجة سوريا الماسّة إلى إعادة الإعمار وتنشيط الاقتصاد. ومع ذلك تبقى العقوبات الغربية عائقاً أمام أي تعاون استثماري واسع، ما يجعل التقارب السعودي – السوري مشروطاً بتفاهمات إقليمية ودولية لاحقة.
وأضاف أن الانفتاح السعودي على دمشق يأتي في سياق سياسة “الانخراط المتوازن” التي تتبعها الرياض والرامية إلى تثبيت دورها كفاعل إقليمي مؤثر وإلى إعادة التوازن في ملفات المنطقة الحساسة وفي مقدمتها الملف السوري الذي يتقاطع مع مصالح قوى إقليمية فاعلة كإيران وتركيا.
وختم الحمود تصريحه بالتأكيد على أن الطريق نحو تقارب شامل بين البلدين بات قريباً، وأن فتح قنوات الحوار المباشر يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح تمهّد لإعادة سوريا إلى محيطها العربي وتؤكد في الوقت ذاته أن الحلول الدبلوماسية الواقعية باتت خيار المنطقة بعد سنوات من الانقسام والجمود.
 
			
