ثورة أون لاين- راميا غزال:
اكد عبد المطلب الشلبي مدير عام المركز الوطني للزلازل التابع لوزارة النفط والثروة المعدنية في تصريح خاص للثورة ان الهزات الأرضية أو الزلازل ظاهرة طبيعية معقدة، لا يمكن منعها أو معرفة وقت حدوثها، وقد أصبحت مثار اهتمام العالم مع التطور المدني والتوسع العمراني الذي وصلت إليه البشرية لما قد ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية فادحة عند وقوعها في المناطق المأهولة أو بالقرب منها.
وإن الوسيلة الوحيدة للتخفيف من آثار المخاطر الزلزالية هو اتخاذ التدابير والاجراءات تبعاً لمدى معرفتنا بالنطاقات الصدعية النشطة المولدة للهزات الأرضية، وبآلية حدوث الزلازل وتأثير مختلف العوامل البنيوية على استجابة المواقع والمنشآت للحركات الأرضية الناجمة عن الزلازل ومدى تأثرها.
وقد دلت التجارب العالمية على أنه بالقدر الذي تتعمق فيه حالة المعرفة هذه وتوظف في اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة بقدر ما تتناقص آثار المخاطر الزلزالية، وذلك بالتخطيط والدراسة والتصميم والتنفيذ والتعاون وبالتنسيق والمتابعة بين المؤسسات ذات العلاقة في كل دولة.
مضيفا : ان القاعدة الرئيسية لأعمال الرصد الزلزالي للمساهمة بشكل فعال في تحقيق الإجراءات الكفيلة بتخفيف المخاطر الزلزالية في الجمهورية العربية السورية.
وحول النشاط الزلزالي الحالي قال الشلبي ان المركز الوطني للزلازل يقوم برصد كافة الاحداث الزلزالية الحاصلة في سوريا والمناطق المجاورة، والتي يتجاوز عددها الألاف خلال العام الواحد، والتي لا نشعر بها، ولقد تم رصد 935 هزة خلال الربع الأول من هذا العام 2020. توزعت بشكل عام على حدود الصفيحة العربية والصفائح المحيطة بها، وكان هناك تركيز للهزات الحاصلة في تركيا على الصفيحة الأناضولية. وان الدراسات الحديثة أثبتت أن الأرض أو القشرة الأرضية تتكون من مجموعة من الصفائح والتي تتحرك بشكل مستمر بمعدل سنوي محدد لا يتم ملاحظته ولكن لها تأثير تراكمي مع السنوات، يؤدي لزيادة الاجهادات، هذه الاجهادات التي ستتحرر بشكل هزات ممكن أن تكون هزات صغيرة أو متوسطة أو قوية.
علماً بأن أراضي الجمهورية العربية السورية تقع شمال غرب الصفيحة العربية والتي تمتاز بحدود تصادمية مع الصفيحة الأناضولية والتي تعتبر جزء من الصفيحة الأوراسية وبحدود غربية ازاحية مع الصفيحة الإفريقية.
مؤكدا ان منطقة الساحل السوري شهدت عدة هزات أرضية متوسطة وخفيفة حيث شعر سكان المنطقة الساحلية ببعض من هذه الهزات خلال اليومين الماضيين بتاريخ 14/4/2020 ولغاية 15/4/2020، حيث بلغ عددها 16 هزة تراوح قدر الهزات بين (2-4.7) على مقياس ريختر. موقعها على الساحل السوري شمال غرب مدينة اللاذقية بمسافة 30-50 كم. ونشير بأن اخر زلزال قوي حصل في المنطقة وآثر على مدينة دمشق وباقي المدن في بلاد الشام كان في البقاع اللبناني عام 1759.
واضاف الشلبي انه للتقليل من مخاطر الزلازل لابد من وسائل فعاله
تتجلى بمعرفة المصادر الزلزالية وآليتها وتكراريتها وخصائصها وأكبر هزة ممكن أن تنتج عن كل مصدر، والتي يمكن معرفتها عن طريق تسجيل الهزات بشكل مستمر في الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي ومعرفة خصائص هذه الهزات ومواقعها. بالاضافه لإنشاء المباني المقاومة للزلازل وتطوير الكود الهندسي و التدرب على الإجراءات والاحتياطات اللازمة والسلوك الشخصي الأمثل قبل وبعد وأثناء الزلزال ورفع الوعي لدى المواطنين، والتحلي بالهدوء والسيطرة على الاعصاب لاتخاذ القرار السليم (تقييم الوضع الانشائي للمبنى – تثبيت الفرش والأثاث بشكل مناسب – المواد القابلة للاشتعال……..) ويقوم المركز على موقعه على الانترنت ومايزال مستمر بنشر هذه الإجراءات والاحتياطات تباعا من أجل نشر الثقافة الزلزالية. مضيفا ان الزلازل ظاهرة طبيعية، وحتى تاريخه لا يمكن التنبؤ بتوقتها و حدوث مثل هذه الهزات المتوسطة والخفيفة المتتالية يؤدي إلى تحرير جزء من الاجهاد المتراكم وتفريغ لهذه الاجهادات الزلزالية الكامنة وهذا يمكن أن يكون عامل إيجابي.
و الخطوة الأهم في هذا الخصوص هي تصميم الأبنية لمقاومة الزلازل لتخفيف الخطر الزلزالي ما أمكن.
إضافة الى رفع درجة الوعي لدى الناس باتخاذ الإجراءات والسلوك الشخصي الأمثل قبل وأثناء وبعد حدوث الزلازل.