الملحق الثقافي:
دانتي شاعر وفيلسوف أخلاقي إيطالي اشتهر بقصيدته الملحمية «الكوميديا الإلهية»، التي تضم أقساماً تمثل المستويات الثلاثة للحياة الآخرة: المطهر والسماء والجحيم. هذه القصيدة، وهي عمل عظيم من أدب القرون الوسطى، وتعتبر أعظم عمل أدبي مؤلف باللغة الإيطالية، هي رؤية فلسفية لمصير البشرية الأبدي.
ولد دانتي أليغييري في عام 1265 لعائلة لها تاريخ من الانخراط في المشهد السياسي الفلورنسي المعقد. توفيت والدة دانتي بعد بضع سنوات فقط من ولادته، وعندما كان دانتي يبلغ من العمر 12 عاماً تقريباً، تم ترتيبه للزواج من جيما دوناتي، ابنة صديق للعائلة. حوالي عام 1285، تزوج الزوجان، لكن دانتي كان يحب امرأة أخرى – بياتريس بورتيناري، التي سيكون لها تأثير كبير على دانتي والتي ستشكل شخصيتها العمود الفقري «للكوميديا الإلهية».
توفيت بياتريس بشكل غير متوقع في عام 1290، وبعد خمس سنوات نشر دانتي «الحياة الجديدة»، والذي يفصل حبه المأساوي لبياتريس.
بدأ دانتي في الانغماس في دراسة الفلسفة ومكائد المشهد السياسي الفلورنسي. كانت فلورنسا آنذاك مدينة مضطربة، حيث كانت الفصائل تمثل البابوية والإمبراطورية على خلاف مستمر، وشغل دانتي عدداً من المناصب العامة الهامة. ومع ذلك، ففي عام 1302، فقد تم نفيه من فلورنسا إلى بولونيا.
ثم في آذار 1306، تم طرد المنفيين من فلورنسا من بولونيا، وبحلول آب، انتهى دانتي في بادوفا.
في ربيع عام 1312، ذهب دانتي مع المنفيين الآخرين للقاء الإمبراطور الجديد هنري السابع في بيزا. بحلول عام 1314، أكمل دانتي «الجحيم»، وهو جزء من «الكوميديا الإلهية»، وفي عام 1317 استقر في رافينا وأكمل هناك «الكوميديا الإلهية».
ازدهرت «الكوميديا الإلهية» لدانتي لأكثر من 650 عاماً واعتبرت عملاً رئيسياً منذ أن كتب جيوفاني بوكاتشيو سيرة دانتي عام 1373. يعد العمل جزءاً كبيراً من الكلاسيكية الغربية، وقد وضع ت. إس. إليوت، دانتي في فصل دراسي مع شاعر واحد فقط من العالم الحديث، شكسبير، قائلاً إنهما «يقتسمان العالم الحديث بينهما. لا يوجد ثالث». توفي دانتي عام 1321.
التاريخ: الثلاثاء28-4-2020
رقم العدد : 996