ثورة أون لاين – يونس خلف :
في الوقت الذي يتسابق فيه بعض التجار وأصحاب المحلات من بائعي الجملة أو المفرق لزيادة الأسعار الأمر الذي تسبب بهذا الواقع السيء
وغير المنضبط في الأسواق وجعل الأسعار تتميز بالتفاوت من جهة والارتفاع العام من جهة أخرى إضافة إلى عدم الالتزام بما تحدده الجهات المعنية ، في نفس الوقت تسعى بعض مؤسسات القطاع العام للتدخل والقيام ببعض المبادرات لمساندة المواطن ومحاولة التخفيف من ثقل الأعباء المترتبة عليه نتيجة ارتفاع الأسعار ولاسيما المواد الأساسية من المواد الغذائية .
ظروف استثنائية في الحسكة
من يعرف واقع الحال في الحسكة ويعيشه يدرك أن هذا الواقع يبدو مركبا و أكثر تعقيدا من غيره في محافظات أخرى نتيجة وجود معظم الأسواق ولا سيما سوق الجملة في مناطق خارج السيطرة، ولذلك لا مجال للهروب من الواقع إلى التبرير لاسيما عندما يتم توصيف الواقع على حقيقته من قبل الجميع ،وربما في مقدمتهم أصحاب الشأن في الرقابة التموينية وحماية المستهلك الذين يقولون علنا إن واقع الحال لا يسمح لهم بالقيام بالحد الأدنى من واجباتهم .
من هنا تأتي أهمية الإضاءة على ما تقوم به بعض مؤسسات القطاع العام (في حين توجد مؤسسات أخرى نائمة ) والتأكيد على أهمية دعم هذه المبادرات وتوسيعها لكسر ارتفاع الأسعار ومنع الاحتكار ،ولعل الحديث اليوم عن بعض أشكال التدخل الإيجابي الذي قام به فرع السورية للتجارة بالحسكة يأتي في هذا السياق لا سيما إن كل المواطنين الذين التقيناهم سواء في الصالات او خارجها أكدوا على أهمية ما تقوم به المؤسسة في مواجهة الأسعار ،و أن السلع المتوفرة فيها تغطي المواد الأساسية كاملة وأسعار بعضها أقل من السوق بشكل واضح وإن كانت هناك اسعار قريبة من أسعار السوق لكن المهم أنه لا يوجد سعر أعلى من أسعار السوق، وأكثر من ذلك ثقة المواطن بمؤسسات القطاع العام من خلال ما أجمع عليه المواطنون بأن أي سلعة تقدمها مؤسسات الدولة من حيث السعر وتاريخ الإنتاج والصلاحية افضل بكثير من الاسواق.
آراء المواطنين
تتفاوت آراء المواطنين خلال تسوقهم من صالات السورية للتجارة بين من يرى الأسعار فيها مقبولة قياسا بالأسعار في الأسواق، وبين من يقول إنها لا تختلف عنها إلا ببعض المنتجات ،إذ يرى المواطن احمد الخالد أن الأسعار مقبولة وأقل من السوق إلا أنه لا يجد كل المواد التي يريدها دائما.
ويقول المواطن حسين العلي أن الأسعار مقبولة والمواد نوعيتها ممتازة وأنه على الأقل يستطيع أن يحصل على فاتورة نظامية بالمواد التي يشتريها.
وأشار المواطن ثائر المحمود إلى أن المواد الموجودة في الصالة ذات جودة عالية وأنها مضمونة المصدر وتلبي احتياجات الأسرة لكن المطلوب تزويد الصالات بكافة المواد .
بينما رأى سمير الحسن أن المنافسة الحقيقية هي أن تتوافر المواد الأساسية في الصالات بشكل دائم بحيث لا يضطر المواطن الذهاب إلى الأسواق وهذا بحاجة إلى تزويد الصالات بالمواد من الاساسيةمن المركز وليس شراء المواد من السوق المحلية.
نقل المواد مشكلة مزمنة
مدير فرع السورية للتجارة بالحسكة عمر حمو أكد إن الفرع يقوم بتأمين المواد من الأسواق المحلية لأنه لم ترد من المركز إلى محافظة الحسكة منذ أكثر من عام اي كمية من المواد علما إن الفرع على استعداد تام لاستلام المواد ونقلها إلى المحافظة و خاصةالمواد الكهربائية والمنزلية ،لا سيما أنها مطلوبة من المواطنين .
ويؤكد مدير الفرع أنه انطلاقاً من أهداف المؤسسة المتمثلة في التدخل الإيجابي في السوق وكسر الأسعار ومنع الاحتكار فقد تم طرح تشكيلة واسعة من المواد الغذائية من السكر و الرز و الزيوت والسمون و مواد المنظفات و غيرها إضافة إلى مادة الخبز و الغاز و تقوم المؤسسة بصرف كوبونات مسبقة الدفع للأخوة المستحقين كما يقوم الفرع بطرح هذه المواد و بأسعار منافسة وأقل من أسعار السوق وبالعودة إلى ما قام به فرع المؤسسة من مبادرات في سياق كسر الأسعار ومنع الاحتكار تم أيضا تخصيص سلة قرطاسية بقيمة 50 ألف ليرة سورية وسلة غذائية بقيمة 50 ألف ليرة سورية يتم سدادها دون فوائد وأيضا تقديم مواد غذائية بقيمة 300 ألف ليرة بمعدل 50 ألف ليرة شهرياً على مدار ستة أشهر للعاملين في الدولة وجهات القطاع العام دون فوائد ،كما تم طرح كميات من الأدوات الكهربائية كالبرادات نوع بردى ١٦ قدما، وشاشات بلازمة نوع سيرونيكس حجم ٤٢ بوصة ،و أفران غاز وطناجر بخارية ومايكرويف، إضافة إلى أنواع مختلفة من السجاد .
أما مدير المجمع الاستهلاكي صالح سليمان حمكو فقد أوضح أن فرع المؤسسة بالحسكة يقوم بتأمين المواد الغذائية والزيوت والسمون النباتية والمعلبات والمنظفات والقرطاسية لصالح المجمع الإستهلاكي بمدينة الحسكة والصالات الاخرى من الاسواق المحلية بالمحافظة وبأسعار منافسة
لغالبية المواد عن أسعار الاسواق لتلبية احتياجات الاخوة المواطنين ومتطلباتهم من تلك المواد وقد بلغت مبيعات المجمع الاستهلاكي خلال الشهر الثالث لعام 2020 نحو /17/ مليون وخمسمئة الف ليرة سورية ما يدل على الاقبال الشديد من قبل الاخوة المواطنين لتأمين احتياجاتهم، وكان الإقبال على الشراء ضمن المجمع الاستهلاكي خلال الاشهر الماضية بشكل كثيف من قبل الاخوة المواطنين حيث لقيت الأسعار ارتياحا كبيرا باعتبارها منافسة لسعر السوق كون الاسعار بالمجمع تبقى ثابتة ومناسبة لدخل المواطن إضافة إلى الجودة العالية للمواد فيحصل المواطن على المادة المناسبة بالسعر المناسب ، وقد تم تطوير وتحسين أداء فرع المؤسسة السورية للتجارة بالحسكة لتتمكن من التدخل بشكل قوي بالسوق المحلية وان تأخذ دورها كأطول ذراع للدولة في السوق، وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس بشار الأسد خلال اجتماعه مع الفريق الحكومي المعني بالتصدي لكورونا ، وهنا لابد من التأكيد على أهمية العمل مع من يلزم لوضع آلية لإيصال المواد الأساسية إلى فرع المؤسسة بالحسكة من قبل الجهات المختصة كونها مواد مطلوبة لتكون منافسة بشكل فعال وحقيقي في السوق، ولتأمين متطلبات الإخوة المواطنين بشكل عام واصحاب الدخل المحدود بشكل خاص ولكسر الاسعار ومنع جشع التجار، والأمر يتطلب أيضا تقديم الدعم الحكومي للمؤسسة ،ورفع قدرتها على استيراد مختلف المواد والسلع الضرورية لاسيما التي تشهد ارتفاعاً غير مبررا في الأسواق، وهذا من شأنه ان يساعد على توسيع التدخل الايجابي والقدرة على تخفيض الأسعار لمواد جديدة ومنافسة السوق وكلما اتسعت المنافسة تساهم في تخفيض الأسعار وتعزز دور مؤسسات القطاع العام وثقة الناس بهذه المؤسسات التي لطالما كانت باستمرار هي الضمانة.