ثورة أون لاين – يمن سليمان عباس:
حماة الديار جنود الوطن صناع الكرامة والاستقلال اليوم وكل ساعة انتم العيد وانتم سياج الوطن ودرعه الحصين ..وإذ نحتفي اليوم بهذا العيد فلا يعني أنه ذكرى عابرة وتمضي …بل يعني أن كل يوم وساعة انتم معنا في قلوبنا ودمنا ..
بل انتم من نعيش بما ارتقوا من أجله والتاريخ السوري المعاصر ذاخر بما قدمتموه من يوم التأسيس إلى الآن…
بل إن الحديث عن بعض الوقائع التي سبقت يوم تأسيس الجيش وإعلانه يوما وعيدا يدل على أن البوصلة السورية لم تكن في يوم من الأيام لتخطىء بل هي عين الحقيقة.
في حكاية تأسيس الجيش العربي السوري القيم والوطنية والكبرياء.
يوم التأسيس..
في كتاب مهم جدا صدر في دمشق عن الهيئة العامة للكتاب وتحت عنوان ..عدوان فرنسا على سورية ١٩٤٥م بقلم الجندي المجهول كما سمى نفسه ..حقق الكتاب الدكتور إحسان الهندي ..في هذا الكتاب نجد تفاصيل تأسيس الجيش السوري وكيف يكون العنفوان السوري حاضرا مهما كانت الظروف حالكة فلا استعمار ولا عدوان يمكنه أن ينال من الكرامة السورية…
عام ١٩٤٤م تم نقل العديد من الصلاحيات التي استولى عليها الاحتلال الفرنسي إلى الحكومة السورية ضمن معاهدة الاستقلال الا ان فرنسا كانت تصر على إبقاء قطعات الجيش المسماة قطعات الشرق الخاصة ..تحت إشرافها..وهذه القطعات كما يقول الجندي المجهول تم تأسيسها عام ١٩٣٠م وقد بلغت من حيث العدة والعديد والنوعية حدا لا يسمح لسورية التفريط بها إذ وصل عددها إلى ٢٢الف.
وكانت فرنسا عام ١٩٤٥م قد أتمت نقل جميع السلطات التشريعية والتنفيذية إلى الحكومة السورية ما عدا القوات الخاصة.
وكانت الحكومة السورية قد حولت هذه القوة رمزا للاستقلال والسلطة اي إلى جيش وطني لكن الفرنسيين أرادوا أن يحتفظوا بها
وطالبت الحكومة السورية فرنسا أن تطبق نظام نقل القطعات الخاصة إلى سورية لكن فرنسا ماطلت ..بل عمدت إلى إرسال ١٦٠٠ جندي فرنسي إلى بيروت من أجل تعزيز وجودها والتراجع عن معاهدة الاستقلال.
بعد هذا العمل العدواني بدأت مرحلة النضال الجديدة عام ١٩٤٥م حيث ثار الشعب السوري ضد فرنسا بدءا من دمشق إلى المحافظات كافة ومعروف ماذا ارتكب الفرنسيون من فظائع في دمشق عام ١٩٤٥م لاسيما ضد البرلمان..
هذا الحراك الوطني لم يكن فقط في الشارع بل انتقل إلى القطعات السورية التي رفضت فرنسا تسليمها للحكومة السورية ..فبدأ الجنود والضباط السوريون بالخروج من المعسكرات والالتحاق بقوات الأمن الوطنية ..ويقدم الكتاب وقائع هذا التحرك البطولي وكيف حاولت فرنسا منعه لكنها عجزت ..وعلى سبيل المثال في الضمير بتاريخ ٨حزيران ١٩٤٥م أراد ضابط فرنسي أن يرتكب مجزرة بحق القطعات السورية هناك أفظع مما جرى في البرلمان إذ جمع العناصر بزعم الرياضة وكلف من يطلق النار عليهم من خلف الجبل …وفعلا حدث ذلك وارتقى أحدهم شهيدا لكن بطولتهم حالت دون وقوع المجزرة إذ قاموا برد العدوان والتصدي له وقتلوا تسعة فرنسيين بينهم من اعد المكيدة وقرروا فورا الالتحاق بالقوات الوطنية….وحدثت الحال نفسها في جبل العرب الذي انتفض بوجه العدوان الفرنسي وفي حماة وحمص واللاذقية وحلب ودير الزور.
وعندما أسقط بيد سلطات الاحتلال ولم يعد بامكانها فعل شيء أصدرت يوم ٨تموز ١٩٤٥م بيانا أعلنت فيه انه لا مانع من نقل القوات الخاصة إلى الحكومتين السورية واللبنانية …وبدأت الاجتماعات لتنفيذ ذلك ..
وفي تمام الساعة صفر اي بداية يوم ١ اب كانت القطعات قد انتقلت الى الحكومة الوطنية وعدد القطعات السورية ١٨الف شكلوا نواة الجيش السوري وبدا الاحتفال منذ ذلك اليوم بعيد الجيش السوري واللبناني ..
واستمرت صفحات النضال في كل يوم وساعة وشهد العالم بطولات وتضحيات الجيش السوري على أرض فلسطين عام ١٩٤٨م وكيف استمر بحمل راية النضال والدفاع عن كل أرض العرب وأعاد للعرب كرامتهم بالنصر الذي حققه في حرب تشرين بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أعطى الجيش كل رعايته واهتمامه وبنى جيشا عقائديا غدا مضرب المثل في العالم وصفحات البطولات على أرض لبنان مازالت ماثلة.
واليوم جيشنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد اكثر قوة ومضاء وعزيمة وهو الدرع الحصين الذي يحارب جبروت الإرهاب ويصد العدوان الصهيوني …حماة الديار هم رمز الكرامة والنبل والتضحية..في عيدهم الذي هو كل يوم وكل ساعة لابد أن نهتف دائما..حماة الديار عليكم سلام ..انتم نبض الحياة وعنفوانها بكم نسمو ونشمخ ..كل عام وانتم بالف خير سفر بطولاتكم يدون كل ساعة ملاحم المجد ليس لسورية وحدها إنما للعالم كله.