ثورة أون لاين-منهل إبراهيم:
ترزح تركيا تحت أعباء مشاكل كثيرة تحاصرها وتثقل كاهلها بسبب سياسة رجب أردوغان الذي يواصل تفتيت مؤسساتها .. عبر سياسات توسعية داعمة للفوضى وأصبح اسم تركيا يتكرر في بؤر التوتر.
أنقرة أصبحت بفعل السياسة الهوجاء لأردوغان تدعم الإرهاب والفوضى في سورية وليبيا وغيرهما.. صيتٌ سيء هو الذي تركته أنقرة في أغلب بلدان العالم، من الغرب وحتى بعض دول الخليج، التي تتصادم بالرؤى والسلوكيات مع نظامها.
وبعد انتخابه رئيسا للنظام التركي خلفا لعبد الله غول زادت حدّة خطابات أردوغان، وأصبح ينتقد كل من لم يتفق مع رؤيته.
حتى الدول التي لا تربطه معها علاقات عدائية حالية ولا تتصادم معه في المصالح، حاول أردوغان استفزازها بتذكيرها بأي مشكلة تكون قد عاشتها أو تسببت فيها قبل سنوات عديدة.
شبكة “بلومبيرغ” الأميركية كشفت أن نفقات جيش النظام التركي زادت بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، من جراء عمليات التوسع والاحتلال ودعم الإرهاب في الخارج، وسط مخاوف من تأثيرها على اقتصاد البلاد الذي يمر بحالة من الاضطراب.
وأورد المصدر أن ميزانية جيش النظام التركي وصلت إلى 2.5 في المئة من الناتج المحلي للبلاد في سنة 2018، بينما كان هذا الرقم عند حدود 1.5 في المئة في سنة 2015.
وأضافت “بلومبيرغ”، أنه منذ أيام (الدولة العثمانية)، لم يحصل أن كان لجيش نظام تركيا حضور عسكري في الخارج، على غرار الوقت الحالي.
وأشارت إلى وجود قوات احتلالية للنظام التركي في الشمال السوري والعراق، فضلا عن ليبيا حيثُ تعمل أنقرة على دعم الميليشيات المسلحة من خلال العتاد وإرسال المرتزقة.
لكن هذا الارتفاع في تكلفة جيش النظام التركي يأتي في الوقت الذي ضعف فيه الاقتصاد التركي، بحسب بلومبرغ.
وتراجعت الليرة التركية، بشكل كبير، خلال العامين الأخيرين، وسط مخاوف من تراجع استقلالية السياسة الاقتصادية والنقدية في البلاد، لاسيما بعد تعيين صهر رجب أردوغان بيرات ألبيرق، على رأس وزارة المالية في النظام.
وعرضت “بلومبيرغ” تفاصيل التدخلات العسكرية في الخارج، موضحة أنها تجري في إطار أحلام أردوغان التوسعية، رغم تحذيرات دولية .
وفي الملف الليبي، مثلا، كشفت بلومبيرغ أن تركيا الأردوغانية تراهن على تدخلها العسكري في ليبيا من نيل عقود بمليارات الدولارات، عن طريق دعم حكومة السراج في طرابلس.
لكن رهان نظام تركيا على تحقيق مصالح اقتصادية من خلال التدخلات العسكرية لا يخلو من المخاطر، لاسيما في شرق المتوسط حيث يتواصل التصعيد العسكري.
ويلوح الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على نظام تركيا في ظل نزاع أنقرة مع قبرص واليونان، نظرا إلى كونهما عضوين في التكتل الإقليمي.
فضلا عن ذلك، ينبه منتقدون إلى أن (تركيا) أحرزت بعض الأهداف الاقتصادية حين كان رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، يدافعُ عن سياسة “صفر مشكلات” مع دول الجوار.
لكن هذه السياسة لم تعد قائمة لأن تركيا تحولت إلى سياسة “صفر أصدقاء” في جوارها، بحسب كثيرين، وهكذا يكون أردوغان قد أجهز على سياسة “صفر مشاكل” التي أرادها أوغلو.. أما صاحب النظرية أي أحمد داوود أوغلو فتمرد على (السلطان) واختار أن يؤسس حزب المستقبل المعارض.