الثورة أون لاين – سامر البوظة :
استمرارا لممارساته العدائية والاستفزازية، واصل النظام التركي انتهاكاته وتصعيده في شرق المتوسط عبر إعلانه إجراء مناورات عسكرية جديدة تستمر لأسبوعين،وسط تواصل التوتر مع اليونان على خلفية أزمة تقاسم موارد الغاز في المنطقة، متجاهلا كل التحذيرات الدولية ،وغير مكترث بتهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليه إن لم يتم تسجيل تقدم في الحوار بين البلدين الجارين،ما ينذر بمزيد من التوتر وسط مخاوف من خطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية،قد تجر إليها دول المنطقة كافة.
ومع إعلان النظام التركي عن بدء مناورات عسكرية جديدة من المقرر أن تستمر أسبوعين، حاول وزير الحرب التركي خلوصي أكار تبرير هذه الخطوة بأنها تأتي في سياق الدفاع عن بلاده وعن حقوقها ومصالحها حسب زعمه . وقال في تصريح أدلى به اليوم الأحد: “قواتنا المسلحة مصممة وقادرة على حماية بلادنا وشعبنا وقيمنا المعنوية ومصالحنا الدولية”.
وكانت الخارجية اليونانية قد أكدت في وقت سابق أمس أن أثينا ستمارس حقوقها السيادية في شرق البحر المتوسط على الرغم من التهديدات التي يطلقها النظام التركي.
ونقلت “رويترز” عن الوزارة قولها في بيان ردا على تصريحات لنائب رئيس النظام التركي فؤاد أوقطاي هدد فيها باستخدام القوة العسكرية ضد اليونان إذا وسعت مياهها الإقليمية: إن تصور تركيا غير المسبوق بأنه يمكنها أن تهدد دول الجوار باستخدام القوة عندما تمارس حقوقها المشروعة يتعارض مع الثقافة السياسية الحديثة وكذلك مع الأحكام الأساسية للقانون الدولي.
هذا وتتزايد رقعة الخلاف وتتعالى لهجة التصعيد بين الاتحاد الأوروبي وتركيا على خلفية الممارسات الاستفزازية التي يقوم بها النظام التركي في شرق المتوسط،والتي تتعارض مع المصالح الأوروبية، حيث هدد الاتحاد الجمعة بفرض عقوبات جديدة على تركيا إذا لم يتم تسجيل تقدم في الحوار بين أنقرة وأثينا.
في المقابل رد نائب رئيس النظام التركي فؤاد أقطاي أمس على ذلك بقوله إن دعوة الاتحاد الأوروبي للحوار من ناحية وإعداده من ناحية ثانية خططا أخرى يعني أنه يراوغ.
وتجري هذه المناورات العسكرية وسط توترات تخيم على شرق البحر المتوسط، حيث أدى اكتشاف احتياطات كبيرة من الغاز في السنوات الأخيرة إلى إحياء نزاع إقليمي طويل الأمد بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى.
وأجرت أنقرة وأثينا مناورات متوازية في الأيام الأخيرة، مما أثار مخاوف لدى الدول الأوروبية.
وكانت طائرات تركية مقاتلة اعترضت ست طائرات يونانية الأسبوع الماضي لدى اقترابها من منطقة تعمل فيها سفينة تركية للمسح الزلزالي، ما اضطرها لعودة أدراجها، وذلك في مؤشر على ازدياد حالة التوتر والتصعيد بين البلدين.