الثورة أون لاين- لينا شلهوب:
لن نتحدث عن معاناة المواطنين كثيراً فيما يتعلق بتأمين رغيف الخبز وجودته، إذ مازالت المشكلة قائمة ومستمرة، وبالتالي معاناة المواطنين مع قوتهم اليومي مستمرة بهذا الصدد ، والجميع أصبح يدرك تماماً ماهية هذه المعاناة وتداعياتها، والمشاهد اليومية على الأفران توضح وتفصح وتترجم وتسجل ..!!
وفي هذا السياق بيَّن مدير عام المخابز زياد هزاع أنه بسبب الوضع المعيشي الضاغط على المواطن، ازداد الطلب كثيراً على مادة الخبز بعد الاعتماد عليه في تأمين قوتهم اليومي والاستعاضة به عن بعض الأنواع من الأغذية بسبب ارتفاع سعرها، ما استدعى استجراراً إضافياً في الكمية زيادة عن الحاجة الفعلية، وهذا من الأسباب التي أدت إلى حدوث ظاهرة الازدحام الشديد على الأفران، علاوة على ذلك تم اللجوء إلى المتاجرة بالخبز كمادة علفية بعد زيادة سعر كيلو العلف ، موضحاً أنه في هذا المجال تم مثلاً ضبط ٣٢٠٠ كغ من مادة الخبز التمويني اليابس في بلدة عين منين بريف دمشق ، حيث ضبط عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لدى أحد الأشخاص هذه الكمية من الخبز التمويني يقوم صاحبها بتجميعها للإتجار بها وبيعها كخبز علفي، كذلك ضبط عناصر الرقابة التموينية في ناحية الكسوة بريف دمشق سيارة محملة بكمية 2 طن من الخبز التمويني اليابس بقصد الإتجار بها ، واستخدامها كعلف للحيوان والاستفادة من الفارق السعري.
وأضاف أن ظاهرة الازدحام تفاقمت على الأفران أيضاً خلال الأيام الماضية جراء النقص في توريد المادة الناتج عن تشغيل المخابز بطاقة كبيرة زيادة على طاقتها الفعلية، الأمر الذي أدى إلى حدوث أعطال كبيرة، وهذا تطلب وقتاً نحن بأمس الحاجة إليه لإنتاج الخبز، إلا أنه ذهب للإصلاح والصيانة، فمثلاً يتم انتاج 660 كغ من الخبز كل ساعة، فإذا تعطلت الآلة لمدة 3 ساعات، هذا يعني وجود نقص في الانتاج بكمية 2 طن خرجت عن الخدمة، وبديهي عند خروج أي من الأفران عن الخدمة سيلجأ المواطنون إلى مخابز اخرى ، ما يخلق حالة من الازدحام على بعض الأفران، إضافة إلى خروج بعض المطاحن عن الخدمة، وانقطاع توريد الدقيق، إلى جانب الاضطرار لعملية طحن القمح القاسي الذي يستهلك وقتاَ طويلاً، إذ تم استخدام هذا النوع من القمح بسبب الحصار المفروض، وهذا النوع يستهلك وقتاً أطول في عملية طحنه.
كما أوضح هزاع بأنه تم افتتاح عدد جديد من المخابز في كل من محافظات: حلب، واللاذقية، وحمص، الحسكة ودير الزور، إضافة إلى تجهيز خطوط إنتاج إضافية استدراكاً لأي طارئ، كما تم ضخ كميات أخرى من الدقيق، كذلك لفت إلى أنه يوجد 300 خط انتاجي ، ينتج 800 ألف طن سنوياً ، حيث تجاوز الدعم الحكومي للمادة العام الماضي 312 مليار ليرة، وللعلم فإن تكلفة كيلو الخبز الواحد أكثر من 500 ليرة ويباع بـ 50 ليرة، منوهاً بأنه نتيجة للحصار الاقتصادي والعقوبات التي يتعرض لها البلد، تراجع إنتاج مادة الخبز، إضافة إلى انخفاض نوعيته نتيجة العمل المتواصل لتأمين الطلبات الإضافية بالسرعة الممكنة، ولمعالجة هذين الأمرين يتم زيادة الاعتماد على الورش الخاصة، مع زيادة خطوط الإنتاج، ناهيك عن التشدد بمراقبة المخابز وضبط المخالفات بغية عدم حصول استجرار غير مشروع من قبل ضعاف النفوس ، إضافة إلى تخفيف الضغط عبر توزيع الكميات على أكبر عدد من المعتمدين.
من جهته أكد عضو المكتب التنفيذي المختص المعني بقطاع التموين في محافظة ريف دمشق المهندس ميشيل كراز وجود تأخر في وصول كميات الطحين إلى المخابز، إلى جانب نقص كبير في عدد المعتمدين، إلى جانب وجود خلل في آلية توزيع الكميات التي تتأخر قليلاً، موضحاً أنه تم القيام ببعض الإجراءات للتخفيف من الازدحام من خلال التشدد في ضبط المخالفات، وزيادة الكميات، وتفعيل المراقبة التموينية رغم النقص الكبير في كادرها ، والمتابعة اليومية لوضع الأفران، كاشفاً أن كمية الطحين المخصصة للمخابز التي تتعرض لعقوبات الإغلاق يتم توزيعها على أفران أخرى كي لا يتم حرمان المواطنين منها بهدف تأمين رغيف الخبز لهم، كما يتم التنسيق مع رؤساء الوحدات الادارية في هذا المجال.
أخيراً.. إن شكاوى المواطنين ما زالت مستمرة في هذا الأمر، مع الأخذ بعين الاعتبار واقع التباين بين محافظة وأخرى بهذا الصدد، وبين مخبز وآخر، الأمر الذي يُحفّز الكثير من الأسئلة حيال الأسباب الكامنة خلف هذه التباينات بالمواصفة والجودة ، التي يدفع ضريبتها المواطنون على حساب قوتهم اليومي ، علماً أنه تم ضبط عملية بيع وتوزيع الخبز عبر البطاقة الذكية بغية اعتماد آلية جديدة لتخفيف الأعباء عن المواطنين من الازدحام أمام المخابز والأفران، وخاصة في ظل واقع الحجر والحظر وإجراءات الوقاية، مع وضع ضوابط رقابية جديدة على الدقيق التمويني، منعاً للهدر فيه، وللحد من تهريبه وبيعه عبر السوق السوداء،
ومع التأكيد على تسجيل نقطة إيجابية تتمثل بتوسيع شبكة التوزيع ، وزيادة عدد نقاط البيع عبر المعتمدين، إلا أن مشكلة الازدحام لم تُحل بشكل كامل، فقد انتقل الازدحام من أمام المخابز إلى المعتمدين، ناهيك عن ظهور مشكلة إضافية، إذ إن رغيف الخبز أصبح أكثر تردياً، ليس بسبب سوء التصنيع وحسب، بل بسبب الفترة الزمنية التي يستغرقها الرغيف للوصول للمستهلك، حيث يبقى لساعات طويلة داخل المخابز لحين وصول المعتمد لاستلامه، ثم لنقله إلى نقطة بيعه ، ومن ثم للمستهلك، وهذه الفترة الزمنية كافية كي تزيد من تردي الرغيف