الثورة أون لاين.. عائدة عم علي:
تسارع وتيرة الاستيطان الصهيوني في فلسطين المحتلة يؤكد أننا أمام إرهاب مُمنهَج ليس منفصلاً عن مجمل استراتيجية كيان الاحتلال الذي يستمد وجوده الطارئ من الدعم الأميركي والغربي، فإقامة المزيد من المستوطنات، يعني بالمقابل الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين المحتلة، وهذه الجريمة الدولية ترتكز في الأصل على مسألة الانحياز الأميركي والغربي الأعمى للكيان الصهيوني، الأمر الذي يدفع هذا الكيان للتمادي بخرق القوانين والقرارات الدولية، وتحدي المجتمع الدولي بأسره.
فطالما أن عوامل الضغط الجدية لإلزام الكيان الغاصب بإنهاء احتلاله، ووضع حد لجرائمه غائبة تماماً، فهذا سيشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وهذا ما نشاهده اليوم في ظل الانتهاكات اليومية لأبسط حقوق الفلسطينيين، ومنها زرع أرض فلسطين بمئات المستوطنات المقامة على مفارق طُرق، وعلى مواقع استراتيجية لتقطيع الأوصال الجغرافية، ما يؤدّي إلى تهديد وإزالة الهوية العربية للشعب الفلسطيني، وعزله في كانتونات عنصرية مُتباعدة، وعمليات الاستيطان الجارية على قدم وساق من دون أي محاسبة دولية، تعد حلقة في سلسلة متواصلة من الانتهاكات المتصاعدة ضد الفلسطينيين العزل.
وقرار حكومة الاحتلال، المصادقة على إقامة 980 وحدة استيطانية جديدة، فيما يسمى مستوطنة “أفرات” المقامة على أراضي الفلسطينيين جنوب بيت لحم، إضافة إلى أنه جريمة عنصرية يحاسب عليها القانون الدولي، فإنه يكشف في ذات الوقت زيف الدعاية المضللة والمواقف المزيفة التي ترافقت مع قرارات التطبيع الأخيرة، خاصة المواقف الكاذبة التي حاولت الربط بين التطبيع وتحقيق السلام المزعوم.
وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أدانت اليوم قرار حكومة الاحتلال بإقامة 980 وحدة استيطانية جديدة، مشيرة إلى أن القرار يأتي في ظل قرارات التطبيع الأخيرة.
وقالت الخارجية الفلسطينية على موقعها الرسمي إنها تدين “بأشد العبارات قرار حكومة الاحتلال، معتبرة أنه يندرج في إطار عمليات الضم والسرقة والقضم التدريجي للأرض الفلسطينية المحتلة”.
ومع استمرار جرائم الاحتلال ومستوطنيه في مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، افادت وكالة وفا اليوم بأن سلطات الاحتلال رفضت التماساً ضد هدم مسجد القعقاع في بلدة سلوان جنوب القدس، ووضعت أمراً بهدم للطابق الثاني للمسجد، وقبل شهر أخطر بهدمه، وأمهل شهراً لتقديم الالتماس، واليوم صدر قرار بهدمه بشكل نهائي، مع العلم أن المسجد المهدد بالهدم مكون من طابقين بمساحة 110 أمتار مربعة، بني الطابق الأول قبل 8 سنوات، فيما بني الطابق الثاني قبل قرابة العامين، ويخدم ما لا يقل عن 7 آلاف نسمة، وبني بمساهمة أهل الخير من أبناء البلدة، وهو الوحيد في المنطقة.
في سياق متصل وفيما تعد سياسة الاعتقال واحدة من السياسات القمعية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي بضراوة لإخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى التراجع أمام آلة البطش التي يستخدمها، قالت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال، اعتقلت (297) فلسطينيا، بينهم (12) طفلاً، و10 نساء، خلال شهر آب 2020.
وأوضحت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان (هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، ونادي الأسير الفلسطيني، مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة – سلوان)، في ورقة حقائق صدرت عنها اليوم الإثنين، أن قوات الاحتلال اعتقلت (103) مواطنين من القدس، و(33) مواطناً من رام الله والبيرة، و(42) مواطناً من الخليل، و(40) مواطناً من جنين، ومن بيت لحم (23) مواطناً، فيما اعتقلت (10) مواطنين من نابلس، ومن طولكرم (20) مواطناً، و(11) مواطناً من قلقيلية، و8 مواطنين من أريحا، و(4) مواطنين من طوباس، ومواطنين اثنين من سلفيت، إضافة إلى مواطن من غزة.
وبينت أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتى شهر آب 2020، قرابة (4500) أسير، منهم (41) أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة (140) طفلاً، و عدد المعتقلين الإداريين لما يقارب (340)، وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة (73) أمر اعتقال