الثورة أون لاين – دينا الحمد:
جملة من الأسئلة والاستفسارات تطرح نفسها اليوم بقوة مع انعقاد الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، لعل أولها: متى تستطيع المنظمة الأممية وأجهزتها المختلفة الخروج من تحت العباءة الأميركية وسطوة دول الغرب عليها وعلى قراراتها؟.
ومتى تتوقف قوى العدوان الغربية عن اعتبار المنظمة الدولية مجرد أداة طيعة لتنفيذ أجنداتها الشريرة في العالم؟ وهل تستطيع القوى العالمية الصاعدة كالصين وروسيا فرض الأجندات الإنسانية على جدول أعمال الجمعية العامة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان بعد أن حولتها واشنطن وأتباعها إلى منابر لتمرير أجنداتها السياسية الاستعمارية؟!.
أسئلة تبدو محرجة جداً لما يسمى (المجتمع الدولي) وخصوصاً في ظل الهيمنة الأميركية على المنظمة الدولية وأجهزتها، فالدول التي تؤكد دائماً على مبادئها وحقوقها في الدفاع عن أرضها وسيادتها وحقها في مكافحة الإرهاب ما زالت تناضل من أجل هذه المبادئ، ولكن ما زالت أميركا بالمقابل تمنعها من ممارسة هذه الحقوق، بل وتستخدم أجهزة الأمم المتحدة للهجوم عليها ومحاولة إدانتها بقضايا كاذبة كما يجري تماماً مع ما تفعله أميركا من عدوان واحتلال للأراضي السورية، وتحاصر الشعب السوري بما يسمى قانون (قيصر)، وتدعم التنظيمات المتطرفة وتعرقل محاربة الجيش العربي السوري لها.
لقد أكدت سورية أمام الجمعية العامة أن الإرهاب ما زال يمثل خطراً مستمراً على الاستقرار والازدهار في العالم، ويشكل أحد أهم التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وهناك من يستثمر في الإرهاب ويدعمه ويغذيه لتحقيق أجنداته المشبوهة كأميركا والنظام التركي اللذين يحتلان الأراضي السورية، ويفترض بهذه المنظمة الدولية أن تصدر القرارات التي تجبر المحتلين على الانسحاب من سورية والكف عن دعم الإرهاب والمليشيات الانفصالية.
ومثل هذا الكلام يفرض نفسه في ضوء المهمة التي تأسست الأمم المتحدة أساساً من أجلها، وهي حفظ السلم والأمن الدوليين، وإنماء العلاقات الودية بين الأمم على أساس احترام مبدأ المساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، والامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة أو بأي شكل لا يتفق ومقاصدها وأهدافها، لكن المفارقة الصارخة أن أميركا تمارس على أرض الواقع كل أشكال العدوان والإرهاب وتهدد الأمن الدولي، وهو ما يؤشر إلى صعوبة استقلال الأمم المتحدة وأخذها لدورها الفاعل والحقيقي الذي يفترض القيام به.
إن اجتماع الدول والأمم اليوم أمام منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة يحتم عليها أن تكون صفاً واحداً في مواجهة الهيمنة والغطرسة الأميركية والغربية، ويفترض أن تكون الدورة الخامسة والسبعون للجمعية العامة فرصة لدعم الشعوب وحقوقها وتحرير أراضيها وليس لإرهابها من قبل واشنطن، أما أصحاب الرؤوس الحامية في أميركا مثل ترامب وأقطاب حكمه فلا يروق لهم أن يدافع الآخرون عن حقوقهم، لأن أجنداتهم متخمة بالعدوان والغطرسة والإرهاب.