الفيلم القصير وفرص العرض الجماهيري

الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:

على الرغم مما يحمله الفيلم القصير من ميّزات وسمات تمنحه خصوصيته وفرادته إلا أن العديد من المخرجين ، وخاصة من انتقلوا منه لإنجاز الأفلام الطويلة فقط ، باتوا يتعاطون معه على أنه صنف سينمائي من الدرجة الثانية ، في حين أنه غالباً ما يحمل هذا الفيلم لغة أكثر تكثيفاً وأبلغ في إيصال الفكرة والتعاطي معها ، ولعل واحدة من أهم ميزاته لجوء الكثير من صناعه إلى التجريب ويصل الأمر لدى بعضهم للذهاب نحو شطحات القصد منها تقديم المختلف في كل شيء حتى على صعيد البنية أحياناً في سعي لكسر الراكد والخروج عن المألوف ، وهي محاولات مشروعة بغض النظر عن مدى نجاحها أو إخفاقها ، وبالتالي الفيلم القصير يحمل إغراءه ، فكرة رشيقة لامعة وفريدة ، تكثيف بالنص قد يصل حد يكون فيه صامتاً ، التخلص من الفضفضة والثرثرة والأهم طرح الفكرة بأقل وقت ممكن ، محاولة تحقيق الدهشة ويحمل هويته الفنية الخاصة به .
ضمن إطار صناعة الفيلم القصير يمكن التمييز بين فيلم فقير إنتاجياً إلى درجة أن تكلفته المادية قد تبلغ (الصفر) وآخر قد يحتاج إلى ميزانية هامة ، كما يمكن التفريق بين حالتين الأولى روادها من الشباب الهواة والثانية من المحترفين ، وضمن إطار (المحترفين) قد يُفاجأ البعض أن مخرجين كباراَ ولهم أفلام روائية طويلة نالت جوائز داخل وخارج سورية كانوا يحافظون بين وقت وآخر على إخراج أفلام قصيرة (خاصة الوثائقي والتسجيلي منها) لأنها تترجم شيئاً من هاجسهم الإبداعي ، وفي مقدمتهم المخرج الراحل ريمون بطرس ، ما يوثق أهمية هذا المُنتج البصري .

ولكن رغم أهمية هذه الأفلام إلا أن ظلماً يقع عليها من حيث العرض الجماهيري ، وهذا التوصيف عام يطال الكثير من البلدان ، الأمر الذي يجعل حظوظ عرضها مناطة بالمهرجانات والعروض الخاصة أو عبر منصات الأنترنت ، وهنا مكمن الوجع ، فالقليل من تلك المهرجانات يكون مهماً في حين أن غالبيتها إما صغيرة أو ذات طابع خاص أو أنها دون جوائز ، والهدف هو محاولة عرض الفيلم على أكبر شريحة ممكنة من الجمهور ، لا بل هناك مهرجانات تُقام في بلدان أهل البلد نفسه لم يسمعوا بها ، وحال العديد منها توزيع التقديرات والشهادات والمراتب خبط عشواء لمنح نفسها شرعية الوجود ، هذا الفخ الذي وقعت به أفلام سورية قصيرة كان فخاً يرضي غرور البعض ، وأن فيلمه مطلوب وينال الجوائز ، ولكن في حقيقة الحال زادت من تهميش هذه الأفلام وأبقتها في مكانها البعيد عن الناس.
يعتبر مهرجان (سينما الشباب والأفلام القصيرة) الذي تقيمه المؤسسة العامة للسينما الواجهة الأهم التي تمنح محبي السينما والأفلام القصيرة فرصة متابعة باقة متنوعة المشارب منها ، ويضاف إليه بعض التجارب الأخرى هنا وهناك ، ولكن هل يُشبع ذلك توق الجمهور لمشاهدة الجديد والمختلف من هذه الأفلام ؟ ولماذا لا تكرّس هذه الفعالية بإطار أكثر شمولية كأن تنتقل أفلام المهرجان إلى المحافظات السورية تباعاً ، أو ينتقل الأهم منها على أقل تقدير ؟ وأن تُقام عروض خاصة وحفلات افتتاح لهذه الأفلام شأنها شأن الفيلم الطويل ، وإن بصيغ مختلفة تتماشى مع خصوصيتها ، كأن يتم إقامة عرض خاص أو افتتاح لعدة أفلام دفعة واحدة ، فهناك الكثير من الحلول التي من شأنها تنشيط حضور هذه الأفلام على الساحة ،

خاصة أن عدد المُنتج منها سنوياً في سورية ضمن المؤسسة العامة للسينما يؤهلنا لأن نطمح بذلك ، فكيف الحال إن أضفنا الأفلام المنتجة ضمن القطاع الخاص أو بشكل فردي من مقبل مبدعيها

آخر الأخبار
كورنيش الإذاعة بحلب.. "كافيتيريات" تحتلّ الأرصفة وتبيع أملاك الدولة للمواطنين مازال هشّاً.. تراجع تدريجي في معدلات التضخم ومقترحات إنقاذية "الزراعة" تنظم موسم قطاف الزيتون على إيقاع المناخ دور شبكات الربط الكهربائي العربي في تعافي الطاقة الكهربائية وزير التعليم العالي: البيانات طاقة وطنية تبني مستقبل سوريا اجتماع تشاوري في طرطوس يناقش إعادة تفعيل المديرية العامة للموانئ دور تصحيح الرواتب والأجور في حساب تحسين الظروف المعيشية جمود عقاري في طرطوس.. واتجاه نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن محافظ دمشق: العدالة أساس الدولة الجديدة والمرسوم 66 قيد المراجعة التشريعية اللجنة العليا للانتخابات تحدّد موعد الاقتراع في تل أبيض ورأس العين "التعليم العالي" تعلن متابعتها مطالب طلاب كلية الحقوق في جامعة دمشق البكور: السويداء تتلقى القوافل دون انقطاع وصرف الرواتب مستمر باراك: سوريا ولبنان القطعتان التاليتان في مسار السلام بالشرق الأوسط استعادة الثقة من خلال مصالحة ضريبية ومنظومة إلكترونية للجباية "فتح سجل الفروغ" انفراجة تُنهي سنوات من النزاع انتخابات اتحاد كرة القدم مهددة بالتزكية ! هل يأتي الأفضل أم يستمر العبث ؟ نقطة تحول لبناء جسور التعاون الاقتصادي السوري - الأميركي "الجوال".. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟ افتتاح مراكز جديدة لتعزيز الخدمات الطبية في ريف إدلب كيف نحسن فهم عواطفنا في عالم مليء بالاضطراب؟