الوثائقي “متل قصص الحّب” يستعيد ذاكرة لبنان بصراعاته المستمرة 

الثورة – أحمد صلال – باريس: 

إن الرغبة في عيش حياة طبيعية نسبياً في ظل الواقع غير المستقر الذي يعيشه لبنان اليوم هي جوهر هذا الفيلم الوثائقي الملتزم للمخرجة ميريام الحاج.

في الفيلم الوثائقي الجديد “متل قصص الحب”، والذي عُرض في قسم البانوراما بمهرجان برلين السينمائي الدولي، تُعبّر المذكرات التي يشير إليها العنوان عن الغضب والإحباط والحزن.

يتتبع الفيلم الحياة اليومية لثلاثة لبنانيين على مدار أربع سنوات، في ظلّ ثوراتٍ عارمة، وانفجار بيروت الكارثي عام ٢٠٢٠، والأزمة الاقتصادية الطاحنة، وغيرها.

الشخصيات هي السياسية جمانة حداد، وهي في الأربعينيات من عمرها، والفنانة الشابة “بيرلا جو، وجورج”، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الأهلية اللبنانية، ولقبه الحربي “أبي الليل” لأنه لم ينم إطلاقاً خلال الحرب.

لكلٍّ منهم قصصه ورؤيته الخاصة للوضع السياسي، ولكن الأهم من ذلك كله، أن لكلٍّ منهم كلماته الخاصة التي تختلط مع صوت الحاج، لترسم صورةً للعقليّة الجماعيّة في البلاد، مانحةً إيانا فكرةً عن معنى العيش في بلدٍ مزّقته الصراعات المستمرة، بلدٌ ذو ماضٍ معقدٍ وغامض، حيث يبدو المضي قدماً فيه أشبه بالسير في وحلٍ سرعان ما يتحول إلى مستنقع.

تمتلئ بيرلا بالغضب والإحباط لأن حياتها محكومةٌ بالسياسة، وأنها تفتقر إلى حرية التعبير، و يتجلى ألمها بوضوحٍ من خلال عدسة الكاميرا، تنسحب جمانة من السياسة، ونتعاطف بسهولة مع خيارها.

وجورج؟ يتذكر الماضي، بما في ذلك الحادثة التي أشعلت الحرب الأهلية، والتي تتعلق بحافلة زُعم أنه أطلق النار عليها. وفي لفتة فارغة، كبطلٍ من الماضي، يتفاخر بأنه قادر على إدارة الثورة بشكل أفضل بكثير من قادة الاحتجاجات.

في كل مرة يتحدث فيها الرجل عن الماضي، يبدو فيلم الحاج الوثائقي وثائقيا استقصائيا، مما يضيف بُعداً جديداً من التفسير إلى مجمله.

تضيف المخرجة سياقاً أساسياً لنتمكن من متابعة تقلبات تاريخ لبنان بشكل أفضل. ما يُسهّل التفاعل مع القصة هو صوت الحاج، إذ تتحدث عن مشاعرها السياسية والخاصة، راسمةً الفجوات بين ما تقوله الشخصيتان النسائيتان “جمانة وبيرلا”.

“متل قصص الحب”.. فيلم وثائقي دقيق ومؤثر، يرصد أحداثاً تُزعزع المجتمع بأسره من خلال عيون الناس اليومية “وليس العكس”، ويترك أثراً عميقاً في نفوس المشاهد. مع ذلك، ليست كل أحداث الفيلم قاتمة: فهناك ومضات من النصر والأمل، وإن لم تدم سوى لحظة، كما حدث عندما فازت جمانة بمقعد في البرلمان عام ٢٠١٨، قبل أن يُسحب منها في اليوم التالي من قِبل السلطات بعد قرار بإلغاء نتيجة الانتخابات، أو عندما تُصوّر الكاميرا حماسة الشباب وهم يهتفون ويُغنون في الشوارع خلال الثورة، إن كان هناك أمل في التغيير، فهو يكمن فيهم.

“متل قصص الحب”.. إنتاج مشترك بين لبنان وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية، من إنتاج شركتي “أبوت برودكشنز” و”غوغو فيلمز”.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق