منظور وطني وإنساني لمحاربة التطرف

الملحق الثقافي:حبيب الإبراهيم :

شكّلت ظاهرة الإرهاب التي نمت في أحضان التعصب والتطرف والتخلف، أخطر ما تعرضت له المجتمعات والدول التي وقفت في وجه الهيمنة الأميركية، وتسلط الدول الاستعمارية، فأطلقت ما يسمى زوراً وبهتاناً مصطلح الحرب على الإرهاب؟! فكانت الأدوات الرخيصة، التي وظفت داخلياً لتلعب دوراً تخريبياً مدمّراً عبر سيلٍ لا ينقطع من التضليل والتزوير للرأي العام، الذي انجرف في جزءٍ منه نحو التآمر ونسف الاستقرار الذي كان واحداً من أهم سمات المجتمع، وصولاً إلى ضرب الهوية والانتماء الوطني .
تُعد مسألة الهوية والانتماء الوطني وتأثيرهما الآني والبعيد، واحدة من أهم منظومات الفكر الإنساني الراقي والنّير، وفي ظل المتغيرات التي شهدها العالم خلال العقود الاخيرة من القرن الماضي والقرن الحالي، والتي جاءت على شكل حروب كارثية، عقائدية، ثقافية، اقتصادية، عسكرية، كانت نتائجها بالغة الأثر على وجود المجتمعات واستقرارها وتحصينها داخلياً وخارجياً، فكان لا بدّ من العودة إلى التمسك بالمثل والمبادئ والقيم النبيلة والمنظومات الفكريّة التي تؤسس لنهضة علميّة معرفية متتالية.
ضمن هذا المنظور الفكري الوطني والإنساني، جاءت دعوة السيد الرئيس بشار الأسد، رجال الدين من خلال حديثه الصريح والشفاف معهم، ومن خلالهم لكلِّ أبناء المجتمع، للتمسك بتعاليم الدين السمحة والفكر الديني الذي يشكل رافعة حقيقية لبناء المجتمع وتحصين الجيل، وعندما عمل الأعداء على تخريب هذا الفكر من خلال بعض النفوس الضعيفة أو من بعض متسلقي هذا الفكر، أرادوا أن يضربوا بنية المجتمع ومنظومته العقائدية والفكرية .
إنّ مواجهة هذه التحديات المستقبلية-بالفكر المنفتح والفهم الدقيق. التحديات التي تستهدف المواطن والوطن حاضراً ومستقبلاً، هو السلاح الأمضى للانتصار في معارك الفكر ونبذ التطرف والتعصب ونشر ثقافة التسامح والمحبة ودورهما في بناء الشخصية الوطنية الملتزمة فكراً وسلوكاً ….
يقول السيد الرئيس:
«عندما نتحدث عن الفكر، فاليوم هذا الفكر هو الدين، لأنه يدخل في كل جوانب الحياة. يدخل في العقل.. يدخل في العاطفة.. يدخل في السلوك.. في الماضي وفي الحاضر، وسيكون كذلك في المستقبل، فإذاً يكفي أن نخرّب هذا الفكر لكي نخرب المجتمعات، وهذا الشيء يحصل منذ قرن تقريباً، أو أكثر بقليل.
بالرغم من كل ما تعرضنا له من إرهاب مدفوع القيمة.. بالرغم من كل هذا القتل والتدمير للبنى التحتية، وتشويه للفكر السمح، فإنّ الغرب يحمّل العرب خصوصاً والمسلمين عموماً، مسؤولية هذا الإرهاب وامتداده وارتداده على منابعه، وما زال البعض يتقاذف الكرة، وتحديد المسؤولية ومنابع الخطر ومكامنه، وتحديد مواقع الضعف، لمواجهة الإرهاب القادم من الغرب والممول من دول ومشيخات البترول …
ضمن هذا المفهوم يقول السيد الرئيس:
«لا نبحث عن شهادة حسن سلوك من الغرب كمسلمين هذا أولاً.. ثانياً، أكثر من ذلك هم من يتحملون المسؤولية.. الإرهاب ليس منتجاً إسلامياً.. هذا بديهي. هو منتج لثغرات لها علاقة في المجتمع، ولكن من يستغل هذه الثغرات هو المجتمع الغربي، هو من حرّض الإرهاب الذي يضرب عندهم في أوروبا، لا علاقة له بالإرهاب الموجود لدينا.. هم أدخلوا الفكر الوهابي فقط مقابل البترودولار.. .مقابل أموال والآن يدفعون الثمن، ولكنهم يلقون بالمسؤولية على المسلمين وعلى تطرف المسلمين وإلى آخره وصولاً إلى رموزنا، فإذاً التصدي يبدأ من معرفة الخطر، ويبدأ أيضاً من معرفة نقاط الضعف».
إنّ تحصين المجتمع والحفاظ على كينونته يكون بالتحصين الفكري والعقائدي والتمسك بالقيم والمبادئ التي تحفظ المجتمع وتصون أمنه واستقراره، وما من عقيدة انهارت إلاّ من خلال تعصب وتطرف وتخلف معتنقي هذه العقيدة أو تلك ..
ضمن هذا المفهوم يؤكد السيد الرئيس :
«عبر التاريخ لم يحصل أنّ هناك عقيدة انهارت بهجوم خارجي، بالعكس تماماً ..دائماً كان الأبناء يتمسكون بها وتصمد، وهذا هو سياق الحياة، وهذه هي القواعد الإلهية لحياتنا البشريّة، فالخوف على الدين من الخارج غير مبرر، ولا مكان له، ولن أضيع وقتي بالحديث عنه. دائماً الخطر يأتي من الداخل.. الخطر من أبناء الدين ومن أتباع الديانات ومن أتباع العقيدة.. يبدأ هذا الخطر بالتخلف والتطرف والتعصب، وبعدم قدرة أبناء أو أتباع تلك العقيدة على التفكير السليم، أما الإرهاب فيشكل خطراً لأنّ الإرهاب هو مجرد نتيجة وليس سبباً».
عناوين وخطوط رئيسة تضمنها حديث السيد الرئيس إلى رجال الدين، ويجب أن تشكل برنامج عمل للمرحلة القادمة فيها تحليل للواقع، وطرح الحلول المناسبة للوصول بالمجتمع إلى حالة متقدمة وراقية من التحصين الفكري والثقافي. المجتمع الذي واجه الإرهاب والتطرف بالفكر النيّر والكلمة الهادفة المسؤولة على كافة المستويات. حارب بالكلمة والبندقية، امتلك الإرادة والوعي والفكر السليم، قاوم وثبت وانتصر.

التاريخ: الثلاثاء15-12-2020

رقم العدد :1024

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يلتقي بوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل درعا: مطالبات شعبية بمحاسبة المسيئين للنبي والمحافظة على السلم الأهلي "مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج