الثورة أون لاين- علاء الدين محمد:
صوت دافع عن حقوق المرأة وإنسانيتها بعد أن وقعت في براثن العادات والتقاليد الشرقية.. إنها الشاعرة عزيزة هارون التي لانستطيع أن نحيط بأصدائها الاجتماعية كلها، لذلك لابد من أن نقوم بتسليط الضوء على بعض ماقيل عنها من خلال الكتاب الذي أعده ووثقه كل من الدكتور محمد قاسم والدكتور نزيه الخوري (وقائع الندوة الثقافية عزيزة هارون )الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب . تناول الكتاب موهبة الشاعرة التي بدأت بوادرها تظهر باكرا حتى غدا الشعر عالمها الخاص الذي تلجأ إليه هاربة من عبث الحياة ومعاناتها ،كتبت الشعر وهي لم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها ،نشرت أولى قصائدها (خمرة الفن)في العدد الأول من مجلة القيثارة في اللاذقية عام 1946ثم توسعت دائرة النشر لتتجاوز حدود سورية إلى لبنان والكويت.
وتناول الكتاب شخصيتها التي انفردت عن بنات جيلها ..فقد بنت نفسها بنفسها وصقلت موهبتها بما كانت تقع عليه عيناها ويدها من أمهات كتب الأعلام من الشعراء والأدباء وقد أعانها في ذلك الشيخ سعيد مطرجي الذي تأثرت فيه كثيرا في البعد الصوفي، تقول عنه :حين كنت أسمعه بعض أشعاري كان لايصدق هذا ويتهمني بالانتحال.
في بواكير شعرها مالت إلى القصائد التقليدية الموزونة إلا أن ذلك لم يمنع قصائدها من أن تحمل روح الحداثة شكلا ومضمونا،فخرجت من عباءة الخليل إلى رحابة قصيدة التفعيلة فشكلت تجاربها الشعرية إحدى علامات التأسيس للحداثة العربية مع جيل الرواد المؤسسين أمثال فدوى طوقان ونازك الملائكة..
توزع شعر عزيزة هارون بين العام والخاص وغلبت عليه الموضوعات الانسانية الكبرى ،حتى يصح أن نسميه ديوان الحب ..حب الوطن ،حب الطبيعة ،حب الطفولة ،حب الفقراء،حب الشهداء،حب الشعر والشعراء.
من قصيدتها (ربيع)نقتطف:
ويعود يسأل عن ربيعي …إني غمرت ربيع عمري بالدموع
أين الربيع ؟وأين عبيره ومراحه؟…وبمقلتي أنينه وجراحه
ويعود يسأل عن ربيعي:…..مالونه ماظله ؟
واللون في لهب الشموع …والظل في حلم رفيع