الثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
الطموحات والآمال التي يسعى الجيل الشاب إلى تحقيقها بالتصميم والإرادة وقوة العزيمة رغم المصاعب والصراعات التي تعترض طريقه تشكّل العمود الفقري لحكاية المسلسل الاجتماعي المعاصر (دفا) الذي تتم عمليات تصويره حالياً في أماكن متفرقة من دمشق ، وهو من إخراج سامي جنادي وتأليف بسام مخلوف وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني ، وعما يحمله العمل من خصوصية يؤكد الكاتب بسام مخلوف إلى أنه ينتمي للدراما البيضاء وهو يصلح لكل زمان ويعتبر دعوة للنهوض بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية ، وحول مدى انعكاس رومانسية كلمة (دفا) على الأحداث يقول : (هي تعج بالحب والرومانسية والعلاقات الاجتماعية الدافئة ، على الرغم من مرور هذه العلاقات بمنغصات كثيرة بعضها خفيف وبسيط والبعض الآخر ثقيل ومزعج ، ولكن بسبب بذرة الخير التي زرعها الله في النفس البشرية فإنها تنتصر في نهاية المطاف) ، ويشير إلى أن عنوان العمل الحالي جاء بعد عدة تسميات أهمها (الكافيتريا) لكن اسم دفا يليق بأحداثه وخاصة ضمن (الكافيتريا) التي سيصنعها أبطال العمل .
عن آلية تعاطيه مع العمق الإنساني للشخصيات يشدد على أنه سعى إلى التعاطي مع شخصيات العمل بالعمق الإنساني الموجود في داخله ووفق قراءته للفلاسفة اليونانيين “افلاطون وسقراط وأرسطو ..” وبالطبع حسب مواصفات الشخصية الموجودة في النص ودورها في المجتمع ، وحول فكرة العودة إلى الجذور والأصالة وإن كانت هي الحل الذي يطرحه لإعادة بناء علاقات صحيحة ضمن المجتمع ، يقول : (مهما تقدمت بنا الحضارة وازدهرت التكنولوجيا لا يمكن أن نستغني عن الجذور والأصالة التي تحمل العمق الإنساني الصحيح والصادق ، ولنتعايش مع الواقع المفروض ينبغي أن نزاوج بين الحاضر والماضي فنواكب الحاضر ونحن متسلحون بالماضي) ، أما رهانه في الوصول إلى حالة الإقناع لدى المشاهد عبر عمل فيه حالة دفء تصل إلى مصاف الطوباوية وسط ما يُقدم من وجبات درامية على الشاشة الصغيرة ، فيقول : العمل موجه الى جميع أفراد المجتمع ، ورهاني على تفهّم المشاهد له يتوقف على ثقافة روح المشاهد ، وأعني بذلك أن كل إنسان يرى الطوباوية الموجودة في أحداث العمل من خلال عمقه الإنساني وبعده الفلسفي ، ولأكون منصفاً مع كل المشاهدين الموجودين في المجتمع على اختلاف مستوياتهم الفكرية والفلسفية أقول إن كل إنسان بعيد عن الحب والرومانسية والجمال سيرى العمل من زاويته الخاصة ويكون بالنسبة إليه عملاً عادياً ، خاصة وسط ما قُدم من أعمال درامية في السنوات الأخير والتي أضعفت وأحبطت كل ما يدعو الى جمال الروح البشرية وشوهت جميع القيم الإنسانية ، وهنا أتكلم عن غالبية الأعمال وليس جميعها ، فمنها ما استحق المُشاهدة وترفع له القبعة .
يؤكد الكاتب بسام مخلوف على أهمية التوجه إلى الشباب من خلال الدراما ، فهم عماد الحاضر والمستقبل لكل المجتمعات ويرى أن ازدهار البلدان يعتمد على مستواهم الثقافي والفكري والعلمي ، ويكمل حديثه قائلاً : (لأن الأعمال الدرامية عبر سنوات ما قبل الحرب تهاونت في تناول هذه القضية حدث ما حدث في بلادنا ، وكان السعي الدؤوب للشهرة والانتشار والحصول على الأرباح المالية من قِبل الجهات المنتجة السبب وراء إهمال قضايا الشباب ومشكلاتهم الاجتماعية النفسية وغيرها) ، كما يشدد على أهمية التوجه إلى العائلة ، فبما أن الفرد هو نواة الأسرة والأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع ، هذا يؤدي إلى أن العلاقات الإنسانية الدافئة بين الأفراد في الأسرة تُصّلح المجتمع وبالتالي من الضروري أن تعتني الدراما السورية بهذا الشأن ، ويشير في نهاية كلامه إلى العلاقة الإبداعية التي ربطته مع المخرج سامي جنادي مؤكداً أنه من الأشخاص الذين ينتمون الى الدفء في العلاقات الاجتماعية ، وقد أضاف للنص بعض الشخصيات