الليلة الأهلي المصري في مواجهة بايرن ميونيخ في نصف نهائي مونديال الأندية ..وتأهل تاريخي لتيغيريس المكسيكي إلى المباراة النهائية
الثورة أون لاين- هراير جوانيان:
سيكون استاد (أحمد بن علي) المونديالي في الدوحة اليوم الساعة الثامنة مساء مسرحاً للمواجهة المنتظرة بين الأهلي المصري (بطل إفريقيا) وبايرن ميونيخ الألماني (بطل أوروبا) في الدور نصف النهائي من النسخة السابعة عشرة لبطولة العالم لكرة القدم للأندية.
فبين إصرار وعزيمة لاعبي الأهلي عملاق مصر وإفريقيا وخبرات وقوة الترسانة الهجومية المخيفة لبايرن ميونيخ ستقام المواجهة الثانية من المربع الذهبي من أجل العبور إلى المباراة النهائية لمواجهة تيغيريس المكسيكي الذي فجّر المفاجأة بإطاحته لبالميراس البرازيلي.
ومنذ أن تخطى الأهلي الدحيل القطري بصعوبة بالغة في الدور الثاني 1-0، ولا حديث لجماهير ومتابعي البطولة إلا عن هذه المواجهة التي تصب فيها الترشيحات بالتأكيد لصالح العملاق البافاري، عطفاً على نتائجه القوية وانتصاراته العريضة في الفترة الماضية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل كانت مسيرة البايرن في الموسم الحالي كلها انتصارات وتألق ونتائج كاسحة كما عودنا أم أنها شهدت إخفاقات وتراجعاً غير متوقع في بعض فترات الموسم؟
المتابع لنتائج بايرن ميونيخ عن كثب في الموسم الحالي يجد أنه وبرغم التفوق الواضح للفريق إلا أن نتائجه شهدت تذبذبا ملحوظاً في العديد من المباريات فالعملاق البافاري خسر في المرحلة الثانية من الدوري الألماني هذا الموسم أمام هوفنهايم (1-4) وفاز بصعوبة في المرحلة الثالثة على هيرتا برلين (4-3) كما تعادل مع فيردر بريمن في الأسبوع الثامن (1-1) وتعادل مع أتلتيكو مدريد في الجولة الخامسة من المجموعة الأولى في دوري أبطال أوروبا (1-1) قبل أن يتعادل مع لايبزيغ في الدوري (3-3).وتعادل العملاق البافاري أيضاً مع يونيون برلين (1-1) وفي أسبوع واحد خسر من بروسيا منشنغلادباخ 2-3 في الدوري قبل أن يودع كأس ألمانيا من ثاني أدواره، على يد هولشتاين كيل من الدرجة الثانية بعد الخسارة أمامه بركلات الترجيح (6-5) عقب التعادل معه في الوقتين الأصلي والإضافي (2-2).
وبايرن ميونيخ هذا الموسم أيضاً هو الذي اكتسح شالكه (8-0) وأتلتيكو مدريد (4-0) وآينتراخت فرانكفورت (5-0) وريد بول سالزبورغ في دوري الأبطال (6-2) ثم ثأر من هوفنهايم بالتغلب عليه في نهاية الشهر الماضي (4-1).واستعراض هذه النتائج بالتأكيد يفرض علينا تساؤل مهم وهو : أي النسختين لبايرن سيواجه الأهلي في نصف نهائي مونديال الأندية؟.
الإجابة عن هذا السؤال، هي أن المباراة سيتوقف مسارها على الطريقة التي سيتعامل فيها الأهلي ومدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني مع بايرن ميونيخ، فالبداية المهتزة للعملاق القاهري والأخطاء في التمرير والتي تكررت وعانى منها الفريق المصري بشكل واضح في الشوط الثاني أمام الدحيل إضافة إلى بطء الارتداد الدفاعي وسوء التغطية خاصة من الجانب الأيمن الذي يلعب فيه الظهير محمد هاني، بالتأكيد إذا اجتمعت كل هذه العناصر فإن مهمة البايرن ستكون سهلة على الأقل في التسجيل المبكر وحسم اللقاء في بدايته.وعلى النقيض تماماً فإذا تعامل الأهلي بهدوء وتركيز تام خاصة في التمريرات المنقولة بين اللاعبين في وسط الملعب، إضافة إلى الضغط المستمر على الخصم وعدم ترك الحرية للاعبي البايرن في الانطلاق السريع خاصة الظهير الأيمن الكندي ألفونسو ديفيس الذي يعد من أسرع اللاعبين في مركزه حالياً فإن ذلك سيصعب المهمة على بايرن ويزيد من فترة استمرار التعادل بين الفريقين ما سيعزز من ثقة لاعبي الأهلي في أنفسهم ويمنحهم دفعة معنوية هائلة تساعدهم على تقديم مباراة تاريخية.
وبرغم كل الحديث الفني عن الكيفية التي سيتعامل بها الأهلي مع منافسه العريق فإنه تبقى مهمة الفريق المصري وخاصة خط دفاعه ولاعبي الارتكاز في وسط الملعب بالغة الصعوبة بالنظر لنجاحات البايرن وسيطرته التهديفية في الموسم الحالي فالفريق في البوندسليغا حقق الفوز في 15 مباراة من أصل 20 وسجل لاعبوه 58 هدفاً بمتوسط تهديفي بلغ 2,9 هدف في المباراة الواحدة والمثير أن الفريق الذي تعادل 3 مرات وخسر مرتين لم تنته أي مباراة له هذا الموسم بالتعادل السلبي.
هداف البايرن في الدوري هو روبرت ليفاندوفسكي برصيد 24 هدفاً متقدماً بفارق 8 أهداف كاملة أمام البرتغالي أندريه سيلفا مهاجم آينتراخت فرانكفورت، علماً بأن هدافي الفريق الآخرين هم توماس مولر (10 أهداف) وسيرج غنابري (5 أهداف) ولوريه سانيه (4 أهداف) وأخيراً كينغسلي كومان (3 أهداف).ومثل البايرن في الموسم الحالي في الدوري 25 لاعباً وأكثرهم تصويباً على المرمى هو ليفاندوفسكي الذي أحرز أهدافه الـ24 من 81 تسديدة على المرمى.ولا تكمن القوة الكبرى في الفريق الألماني فقط في غزارة أهدافه بل في مجابهة فريق يمتلك العديد من صناع الألعاب وأصحاب التمريرات الحاسمة بشكل مذهل فهذا الموسم في الدوري أهدى جوشوا كيميتش 10 تمريرات حاسمة متساوياً مع توماس مولر فيما جاء كومان في المركز الثاني بـ9 تمريرات، أي أن كل جبهة سيواجهها لاعبو الأهلي في أرض الملعب تمتاز بتواجد لاعب مهاري قادر على صناعة الأهداف. وبشكل عام يمكننا القول في النهاية إن إدارة موسيماني للأهلي في المباراة هي التي ستحدد إلى حد كبير السيناريو الذي ستسير عليه وهل سيواجه لاعبو البايرن صعوبات أم أن طريقهم لمرمى محمد الشناوي سيكون سهلاً ومفروشاً بالورود؟.
مباراة الأهلي وبايرن ميونيخ لن تكون الأولى بين الفريقين ، فقد سبق لهما أن التقيا مرتين من قبل ، المواجهة الأولى كانت عام 1977 في القاهرة ودياً وفاز الأهلي 2-1 وسجل هدفي الأهلي شريف عبد المنعم ومحمود الخطيب، أما المواجهة الثانية فكانت ودية أيضاً عام 2012 في القاهرة وفاز النادي البافاري 2-1 وسجل للأهلي محمد بركات ولبايرن إيفيكا أوليتش.
وكان تيغيريس المكسيكي قد أقصى بالميراس البرازيلي من الدور نصف النهائي بفوزه عليه 1-0 على أرضية استاد المدينة التعليمية المونديالي.وسجل هدف الفوز الغالي الهدّاف الفرنسي أندريه بيير جينياك من ركلة جزاء 54.وكان جينياك نفسه قاد تيغيريس لتخطي أولسان الكوري الجنوبي في الدور السابق 2-1 بتسجيله الثنائية، وهو يتصدر هدافي النسخة الحالية من كأس العالم للأندية بـ3 أهداف.وهذه المرة الأولى التي يتأهل فيها فريق مكسيكي إلى نهائي الموندياليتو والمرة الأولى التي يتأهل فيها فريق من الكونكاكاف أيضاً.وأعاد بطل الكونكاكاف كتابة تاريخ مشاركات الفرق المكسيكية في الموندياليتو بالوصول إلى العرض الأخير للبطولة للمرة الأولى، ذلك أن المركز الثالث كان أفضل ما حققته فرق مونتيري 2012 و2019 وباتشوكا 2017 ونيكاكسا 2000.
هذا وحقق الدحيل القطري المركز الخامس في البطولة بعد فوزه على أولسان هيونداي الكوري الجنوبي 3-1.وافتتح إيدميلسون جونيور التسجيل لفريقه الدحيل 21، ثم عادل يون بيت غارام النتيجة 62، قبل أن يعيد محمد مونتاري التقدم لأصحاب الضيافة 66، ثم جاء هدف المعز علي ليحسم الأمور لمصلحة الدحيل 82.