الثورة ــ شيرين الغاشي:
في ليلة الكلاسيكو الشهير، وضمن الجولة العاشرة من الدوري الإسباني، استضاف ريال مدريد على ملعبه وبين جمهوره، غريمه التقليدي برشلونة الكتالوني في مباراة ثأر لاهبة، سبقتها تصريحات استفزازية زادت حدتها ولهيبها، حيث التقى الماضي بالحاضر، وتحوّل ملعب سانتياغو برنابيو إلى مسرح للأبطال، فيما شهدت الملاعب الأخرى مباريات لا تقلّ أهمية على صعيد ترتيب الدوري.
وعلى وقع صراخ الجماهير وخفقان القلوب، بدأ ريال مدريد المباراة بقوة بسيطرة واضحة، فيما دخل برشلونة المباراة مثقلاً بالإصابات التي قللت من خياراته التكتيكية وعمق تشكيلته، ولم يطل الانتظار كثيراً حتى أرسل جود بيلينغهام في الدقيقة (22) كرة ساحرة إلى مبابي الذي سددها أرضية رائعة في شباك تشيزني، مسجلاً الهدف الأول ليشتعل الملعب،
لكن برشلونة لم يستسلم، واستغل فيرمين لوبيز في الدقيقة (36) خطأ دفاعياً قاتلاً من أردا غولر فعدّل النتيجة، وفي الدقيقة (43) استلم بيلينغهام الكرة من داخل منطقة الجزاء، وسددها بدقة، ليتقدّم ريال مدريد مجدداً، رغم استحواذ برشلونة بنسبة (68.5%) مقابل (31.5%) لريال مدريد، فالعبرة بالنتائج، حيث كانت سيطرة البرشا سلبية في الاحتفاظ في الكرة والتمرير للخلف.
ومع انطلاق الشوط الثاني، تغيرت التكتيكات والجمل الكروية، فحافظ ريال مدريد على تنظيمه الدفاعي مع هجمات مرتدة سريعة، حيث شكّل فينيسيوس ومبابي تهديداً مستمراً، وحاول برشلونة تعديل النتيجة عبر الضغط العالي، واستغلال الفرص من الكرات الثابتة، لكن الدفاع الملكي بقي صلباً بقيادة تشواميني وميليتاو وهيوسين.
الأداء الفني في الشوط الثاني شهد صراعاً تكتيكياً بين المرونة الدفاعية لريال مدريد، مقابل حماس برشلونة، رغم معاناته دفاعياً، وشهدت الدقائق الأخيرة من عمر المباراة طرد بيدري، مما أجبر الكتالوني على إكمال المباراة بعشرة لاعبين، أما ريال مدريد فقد صمد وأدار اللقاء بذكاء، وحافظ على تقدمه، واستثمر فرصتين وثبّت فوزه (2-1) مكرراً نفس النتيجة التي فاز بها الملكي آخر مرة على برشلونة في الدوري الإسباني موسم (2020/2021) حين سجل كريم بنزيمة هدفين مقابل هدف أنطوان غريزمان.
الكلاسيكو عكس، ليلة الأحد، سيطرة الملكي الواضحة على مجريات اللقاء، كل لمسة وكل فرصة وكل قرار تحكيمي، سواء الهدف الملغى أم ضربة الجزاء المهدرة كان جزءاً من لوحة متكاملة تحكي قصة السيطرة والإصرار، وكان بإمكان الملكي الخروج بنتيجة تاريخية لو استغل نصف فرصه المهدرة.
وعبر هذا الفوز حقق ريال مدريد عدّة أهداف مهمة، أولها، العودة إلى سكة الانتصارات ضد برشلونة الذي حقق سلسلة من الانتصارات ضد الملكي في الموسم الماضي بلغت أربعة، كذلك عزز ريال مدريد صدارته لليغا، وبفارق خمس نقاط عن برشلونة الوصيف الحالي، وبذلك فإنّ ريال مدريد لم يقدم كرة القدم فحسب، بل درساً في النجومية والتضحية.
وبالطبع، فإنّ هذا الفوز يضع على الملكي ضغوطاً وأعباء كبيرة في المباريات القادمة، للحفاظ على صدارة الدوري وألق التقدم، لاسيما في انتظار مباراة الإياب ضد برشلونة.
في قراءة للمباراة، ثمّة ما يمكن ملاحظته: الملكي فوّت العديد من الفرص السانحة للتسجيل، التسديدات (23) لريال مدريد مقابل (15) لبرشلونة، مبابي سجل هدفه الثاني عشر ضد الغريم الكتالوني، فيما سجّل بيلينغهام هدفاً، وقدّم تمريرة حاسمة، مؤكداً سيطرته على وسط الملعب، كما أنّ الهدف الملغى لريال مدريد بداعي التسلل، أشعل الجدل في المدرجات، أما ضربة الجزاء المهدرة فقد أضافت جرعة كبيرة من الإثارة.
وفي بقية المباريات، شهدت الجولة العاشرة نتائج متقاربة، حيث تعادل مايوركا مع ليفانتي (1-1) تقدم ليفانتي عبر إيتا إيوندج في الدقيقة (22) وعادل بابلو مافيو لمايوركا في الدقيقة (79) ليرفع كل فريق رصيده إلى (9) نقاط، ما وضع ليفانتي في المركز (15) ومايوركا في المركز (16) على التوالي.
وعلى ملعب “إل سادار”، قلب سيلتا فيغو تأخره أمام أوساسونا (2-1) ليحقق الفوز (3-2) سجّل أنتي بوديمير هدفي أوساسونا في الدقيقة (37) من ضربة جزاء، ثم في الدقيقة (45+1) فيما سجّل فيران جوتغلا الهدف الأول لسيلتا فيغو في الدقيقة (26) ثم أحرز اللاعب نفسه هدف التعادل في الدقيقة (69) وختم بابلو دوران الانتصار في الدقيقة (87) ليرتفع رصيد سيلتا إلى (10) نقاط في المركز (13) بينما بقي أوساسونا في المركز (14) بالرصيد ذاته.
وفي العاصمة، خطف رايو فايكانو فوزاً قاتلاً على ألافيس (1-0) بهدف ألكسندر زورافسكي في الدقيقة (90+1) ليصل الفريق إلى (14) نقطة في المركز السابع، بينما بقي ألافيس عند (12) نقطة في المركز (12).