الثورة – فاتن حبيب :
منذ نحو عشرين عاماً، بدأت زراعة الورد، بشكل محدود، ضمن المحميات الزراعية في جبلة، ثم أخذت بالتوسع والمنافسة لباقي الزراعات، لقلة تكاليفها، وأرباحها ومقاومتها للظروف المناخية.

للحديث عن واقع هذه الزراعة، التقت “الثورة” رئيس دائرة زراعة جبلة، المهندس باسل ديوب، الذي أوضح أنها تصنف إلى قسمين (أزهار قطف – نباتات زينة )، ويبلغ عدد البيوت المحمية المزروعة بالأزهار القطف في جبلة، حسب آخر إحصائية (2272) بيتاً، وعدد بيوت الزينة (107) بيوت.
ويتركز العدد الأكبر في مركز إرشادية عين شقاق بمجموع وقدره (1303) بيوت، تليها قرى سيانو بمجموع وقدره بمجموع قدره (459) بيتاً، وبعدها الروضة بـ( 107) بيوت وبأعداد أقل في باقي القرى والأرياف.
وبين ديوب أن العدد الأكبر لبيوت الزينة، يوجد في قرى حميميم بمعدل (100) بيت، مع ازدياد التوسع في هذه الزراعات بشكل كبير مقارنة مع الموسم السابق.
أهم الأصناف
ديوب نوه بأن أهم الأصناف المزروعة، والتي تغطي حاجة السوق المحلي هي :” الورد الجوري والكرزنتيم وجيبسوفيلا و سوليداغو والمنثور والزنبق البلدي ولويزيانا” ومجموعة من أزهار الصالون، تستخدم في عمليات التنسيق (ورق صالون ومونتيسيرا)، وينتج البيت الواحد (6000) وردة وسطياً، فيما تبلغ تكلفة إنشاء البيت الواحد بحدود (18) مليون ليرة سورية تقريباً.
صعوبات وتحديات
هذه الزراعة ورغم نجاحها ومردودها الاقتصادي الجيد للمزارعين، إلا أنها -حسب ديوب- تعاني من مشكلات وصعوبات، تتعلق بارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، بدءاً من تجهيز البيت المحمي وزراعته وتسميده ومكافحة الآفات والري واليد العاملة، وحتى القطاف والتسويق، حيث تبدأ مشكلة تقلبات الأسعار حسب العرض والطلب، فالتسويق كله محصور بالسوق المحلية.
ورغم ذلك هناك إقبال كبير على هذه الزراعات، لأنها مصدر دخل هام للمزارعين، وخصوصاً في حال إيجاد أسواق خارجية، عندها سيتم التوسع أكثر وإدخال أصناف جديدة.
زراعة رابحة
“الثورة” التقت أيضاً مزارعين لديهم خبرة طويلة بزراعة الورد.
إذ أكد المشرف على هذه الزراعة، في الوحدة الإرشادية لناحية عين شقاق، المهندس الزراعي سائر محمد ريا، أن هذه الزراعة بدأت منذ أكثر من 20 عاماً، لكنها لم تشهد حضوراً كبيراً، بسبب منافسة زراعة الخضار لها بمختلف أنواعها، واليوم عادت هذه الزراعة لتنافس بقوة، وتنتشر بسرعة كبيرة، مزاحمة بذلك زراعة الخضار.
ويضيف: بدأت أنا وعائلتي بزراعة الورد منذ حوالي ١٥ عاماً بشكل محدود، كـ”الورد الجوري والكريزنتيم وجيبسوفيلا”، ووجدتها رابحة فعلاً، على عكس الخضار التي تتعرض للخسارة.
وبدأنا بتشجيع باقي المزارعين لزراعتها، وهناك من استفاد من وجود بعض الفراغات على جانبي البيت المحمي، فقام بزراعة الخيار والبندورة لسد حاجته منها.
واليوم هناك إغراق في السوق، تفوق حاجته، ونخشى الخسارة والبحث عمن يشتري الورد، لذلك لابد من فتح أسواق خارجية وإبرام صفقات تجارة الورد مع الدول المجاورة، وهي مطلوبة جداً، وخاصة دول الخليج.
انخفاض التكاليف
بدوره، تحدث المزارع حسين سمير محفوض عن تجربته: بدأت زراعة الورد منذ خمس سنوات، ولم أتعرض للخسارة أبداً، بسبب انخفاض التكاليف والجهد والوقت، وحتى الأضرار قليلة جداً، وجدواها الاقتصادية رابحة.
لكن حالياً هناك توسع كبير جداً، وهذا يؤثر على السوق وعلى أسعارها، وخاصة في ظل عدم وجود أسواق خارجية.
لغة جميلة
ويرى تاجر الورد يحيى عباس، أن تجارة الورد ونباتات الزينة حكاية لا يعرفها إلا من يتقنها، لأن للورد لغة جميلة في الأفراح والأحزان، فهو لكل المناسبات في الأعراس والمآتم وأعياد الميلاد والزيارات وعيد الأم والمعلم وعيد الفالنتين وغيره.
ففي هذه المناسبات يرتفع سعر الورد ونباتات الزينة كثيراً، وفي بعض الأعوام بيعت الوردة الجورية الواحدة بأكثر من 100 ألف ليرة، بينما كان راتب الموظف 200 ألف، وهو رقم كبير، إلا أن سعرها اليوم لا يتجاوز 3000 ليرة، فحركة البيع والشراء تعتبر خفيفة خلال الشهرين الأخيرين من العام، لكنها ستنشط مع أعياد الميلاد ورأس السنة.
ويشير عباس إلى أن تجارة الورد رابحة بكل الأوقات، ويتم تنسيق الباقة حسب رغبة الزبون، ويكفي من يتعامل بها رؤيتها ليكون يومه جميلاً كجمالها.
تصوير: نادر منى