كيف نحدث فرقاً في حياتنا وقت الأزمات؟

الثورة-علا علي محمد:

في ظل واقعٍ نعيشه يوماً بيوم، حيث تتقاطع التحديات الاقتصادية مع الضغوط النفسية والاجتماعية، يصبح الحديث عن التفاؤل والتشاؤم أكثر من مجرد مفاهيم نظرية.

إنه دعوة للتأمل في كيفية تعاملنا مع الأزمات، وكيف يمكن للنظرة الداخلية أن تُحدث فرقاً في جودة حياتنا، رغم كل ما يحيط بنا من صعوبات.

في لقاء لـ(الثورة) أوضحت الاختصاصية الاجتماعية خلود بدران، ماجستير تأهيل وتخصص في العلوم السكانية حماية الأسرة، أن التفاؤل والتشاؤم من الأنماط النفسية المعرفية والانفعالية التي تؤثر بعمق على حياة الفرد وصحته النفسية.

مؤكدة أن التفاؤل يعزز القدرة على التكيف، ويزيد من الدافعية، ويحفّز الفرد على تجاوز التحديات، بينما يرتبط التشاؤم بانخفاض الطاقة النفسية، وتراجع المبادرة، وزيادة الميل إلى الانسحاب الاجتماعي والشعور بالعجز.

وبينت بدران أن المتفائل غالباً ما يُظهر و يُعرف بـ”المرونة النفسية”، أي القدرة على التكيف مع الضغوط والتعافي من الصدمات.

ولفتت إلى أن المتفائلين أكثر قدرة على حل المشكلات، ولديهم شبكات دعم اجتماعي أقوى، ويُظهرون صحة نفسية وجسدية أفضل ونجاحاً أكاديمياً ومهنياصً.

في المقابل نوهت بدران إلى أن المتشائم يُظهر ميولًا نحو التفكير السلبي والتوقعات القاتمة، ما يُضعف ثقته بنفسه ويزيد من احتمالية ظهور أعراض القلق والاكتئاب.

وبالتالي غالباً ما يعاني من تدنّي احترام الذات، ويشعر بعدم الرضا عن نفسه، كما يرى أن إخفاقاته تعكس عيوباً شخصية ثابتة.

ولفتت إلى أنه يتوقع الفشل مسبقاً، ويُفسّره على أنه نتيجة حتمية لعدم الكفاءة أو الحظ السيئ، ما يُغذّي دائرة من الإحباط والانسحاب.

وهذا النمط من التفكير يُقلل من دافعيته للمحاولة، ويُضعف قدرته على اتخاذ قرارات بنّاءة، ويؤثر سلباً على جودة حياته وعلاقاته الشخصية والمهنية.

وأشارت إلى أن أولى خطوات التفاؤل تبدأ بإدراك أن طريقة تفسيرنا للأحداث تؤثر في مشاعرنا وسلوكنا، فحين نُراقب حديثنا الذاتي ونتحدى الأفكار السلبية، نفتح المجال لتفسيرات أكثر إنصافاً وواقعية، ما يُعزز المرونة النفسية ويُساعدنا على مواجهة التحديات بإيجابية.

وأكدت على أننا نستطيع رؤية النور رغم الصعاب فهذا لا يُعد تجاهلًا للواقع بل مهارة تُكتسب بالتدريب والممارسة، فالأمل ليس شعوراً عابراً بل استراتيجية نفسية تُحفّز السلوك الإيجابي وتُعزز التماسك الداخلي.

وأوضحت أن مابين التفاؤل والتشاؤم، تكمن مسؤولية الفرد في اختيار نمط التفكير الذي يُمكّنه من الاستمرار والتقدّم.

واختتمت بنصائح بسيطة وعميقة للعالم مارتن سليجمان حول التفاؤل، حيث إنه يمكن لكل فرد أن يبدأ بها: بمعنى أن يراقب المرء حديثه الذاتي، حيث الكلمات التي يقولها لنفسه تشكّل واقعه النفسي.

كذاك تحدَّي الأفكار السلبية والتي لا تقبل أول تفسير سلبي يطرأ، بل يجب أن يسأل، هل هذا عادل؟.

وينصح مؤسس علم النفس بممارسة الامتنان يومياً وذلك من خلال القيام بكتابة ثلاثة أشياء جيدة حدثت للشخص، مهما كانت بسيطة، مع وضع أهداف واقعية، حيث النجاح يبدأ بخطوة واضحة، لا بحلم ضبابي.

فالبحث عن الدعم، يولد التفاؤل الذي يُزهر حين نشاركه مع من يؤمن بنا.

وبينت بدران أن هذه الخطوات ليست وصفة سحرية، لكنها بداية حقيقية نحو عقل أكثر مرونة، ونفس أكثر طمأنينة.

آخر الأخبار
نقص بأدوية المركز الصحي الأول بجبلة كيف علَّق ترامب على اختبار روسيا لصاروخ يحمل رؤوساً نووية؟ مسؤولة أوروبية.. سلام غزة قد يستلزم تغيير القيادة الإسرائيلية مشاركة سوريا في (FII9) ستنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية  "مبادرة مستقبل الاستثمار".. إعلان رسمي لعودة سوريا إلى الساحة الدولية 19 ألف طن زيت.. توقعات متوسطة لموسم الزيتون في حلب استعادة العقارات المنهوبة.. خطوة نحو العودة الآمنة سيناريو متفائل لمبادرة الاستثمار 2025 إزالة الركام المتبقي لبدء تأهيل المركز الثقافي في الميادين معايير في اختبارات إعداد المدرسين في دمشق الهيئة العامة للمعادن الثمينة.. قاطرة تنظيم القطاع وجذب الاستثمار وصول باخرة تجارية من الصين إلى مرفأ طرطوس  هل السعر الجديد للخبز السياحي مقدّمة لارتفاعات أخرى ؟   طائرة سيدات الروَّاد تفتتح مشوارها العربي بخسارة  المدرب المحترف... شريك التحول الإداري  سوريا تتعافى بالسلام والمحبّة ..من دمشق تبدأ رسالة التآخي والتعايش  فعاليات النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار(FII9) تنطلق في الرياض مدرسة ميدعا تفتح أبوابها لاستعادة التعليم في الغوطة الشرقية  المنظفات المحلية .. أسعار عالية وحضور للمستوردة  مشاركة سوريا بمبادرة الاستثمار خطوة لدعم التعافي