سوريا تتعافى بالسلام والمحبّة ..من دمشق تبدأ رسالة التآخي والتعايش 

الثورة : منذر عيد

تمثل زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع للكنيسة المريمية ولقائه البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في الدارالبطريركية، خطوة مهمة نحو تعزيز التعايش السلمي بين الأديان ومكونات الشعب في سوريا، عبر التأكيد على قيم المحبة والتسامح والاحترام المتبادل وتعزيز قيم التفاهم والسلام في المنطقة.

وفي هذا الإطار قال المختص بالقانون الجنائي الدولي والعلاقات الدولية المعتصم الكيلاني في تصريح لـ”الثورة”: “إن زيارة الرئيس الشرع إلى الكنيسة المريمية ولقاءه غبطة البطريرك، لم تكن مجرد محطّة بروتوكولية أو لقاء في المناسبات الدينية، بل جاءت حاملةً رسائل عميقة المعنى في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سوريا”.

وأوضح الكيلاني أن هذه الزيارة أعادت إلى الأذهان صورة دمشق التاريخية، المدينة التي كانت ولا تزال مهد الأديان ومكاناً لعيشٍ مشتركٍ بين مختلف المكوّنات الدينية والاجتماعية، حيث تلتقي المآذن بالأجراس، وتلتف القلوب على محبّة الوطن الواحد، مشيراً إلى رمزية المكان والزمان قائلاً: “إن تبدأ هذه الخطوة من دمشق، ومن داخل الكنيسة المريمية تحديداً، له دلالاته العميقة، فدمشق التي احتضنت -عبر القرون- المسلمين والمسيحيين واليهود، تعود اليوم لتؤكد على وحدة الهوية السورية الجامعة، وعلى أن سوريا الجديدة لا تُبنى إلا بالتعددية والمشاركة والاعتراف المتبادل”.

وشدد الكيلاني على أن الأهم أن هذه الانطلاقة من الكنيسة المريمية يجب ألّا تتوقف عند حدود دمشق، بل يجب أن تمتد إلى كامل الأراضي السورية ومع جميع المكونات، لتكون رسالة محبّة وسلام تشمل كلّ السوريين، مهما اختلفت طوائفهم وانتماءاتهم، فالوطن يتسع للجميع، ولا ينهض إلا بهم جميعاً.

وقال: “إن تأكيد القيادة السياسية على التعايش والمواطنة المشتركة يعبّرعن رؤية واضحة لـ”سوريا الجديدة”، سوريا التي تتسع للجميع وتقوم على مبدأ الشراكة الوطنية، لا الإقصاء أو التفرقة، فنجاح المرحلة القادمة، وخصوصاً مرحلة الانتقال السياسي، يتوقف على قدرة السوريين على العمل معاً، والمشاركة في صياغة مستقبلهم المشترك، لا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح ما لم يُبنَ على قاعدة الاعتراف بالتنوع باعتباره ثروة لا تهديداً”.

وبين الكيلاني أن أمام سوريا والسوريين تحديات كبيرة، من إعادة الإعمار إلى ترميم النسيج الاجتماعي، لكن هذه التحديات يمكن أن تتحول إلى فرص إذا واجهناها معاً، يداً بيد، بعيداً عن الاصطفافات الضيقة، حيث أن الوحدة الداخلية والتكاتف المجتمعي هما السلاح الأقوى في مواجهة التدخلات الخارجية التي تسعى دوماً لتفريقنا وإضعاف صوتنا الواحد.

وختم الكيلاني بالقول:” إن الرسالة الأبرز التي حملتها هذه الزيارة هي أن سوريا تتعافى بالسلام، وتنهض بالمحبّة، وتستعيد قوتها بالتآخي بين أبنائها”.

يشار إلى أنه في 13 آب الماضي، استقبل الرئيس الشرع البطريرك يوحنا العاشر في قصر الشعب بدمشق، وجرى خلال اللقاء “التأكيد على الدور الوطني للكنيسة في ترسيخ وتعزيز أواصر المواطنة والوحدة الوطنية، بما يسهم في صون السلم الأهلي وإرساء دعائمه على أسس راسخة من التفاهم والتآخي بين أبناء الوطن الواحد.

آخر الأخبار
مسؤولة أوروبية.. سلام غزة قد يستلزم تغيير القيادة الإسرائيلية مشاركة سوريا في (FII9) ستنعكس إيجاباً على الحياة الاقتصادية  "مبادرة مستقبل الاستثمار".. إعلان رسمي لعودة سوريا إلى الساحة الدولية 19 ألف طن زيت.. توقعات متوسطة لموسم الزيتون في حلب استعادة العقارات المنهوبة.. خطوة نحو العودة الآمنة سيناريو متفائل لمبادرة الاستثمار 2025 إزالة الركام المتبقي لبدء تأهيل المركز الثقافي في الميادين معايير في اختبارات إعداد المدرسين في دمشق الهيئة العامة للمعادن الثمينة.. قاطرة تنظيم القطاع وجذب الاستثمار وصول باخرة تجارية من الصين إلى مرفأ طرطوس  هل السعر الجديد للخبز السياحي مقدّمة لارتفاعات أخرى ؟   طائرة سيدات الروَّاد تفتتح مشوارها العربي بخسارة  المدرب المحترف... شريك التحول الإداري  سوريا تتعافى بالسلام والمحبّة ..من دمشق تبدأ رسالة التآخي والتعايش  فعاليات النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار(FII9) تنطلق في الرياض مدرسة ميدعا تفتح أبوابها لاستعادة التعليم في الغوطة الشرقية  المنظفات المحلية .. أسعار عالية وحضور للمستوردة  مشاركة سوريا بمبادرة الاستثمار خطوة لدعم التعافي من قاعات الدراسة إلى خطوط الإنتاج.. تجربة تعيد تعريف التعليم المهني  بعض المصارف السورية تؤكد..لامخاطر جمّة وقرارات المركزي نفذت لضمان الاستقرار