الثورة – لينا شلهوب:
شهدت بلدة ميدعا في منطقة دوما بمحافظة ريف دمشق اليوم افتتاح مدرسة ميدعا المختلطة بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأهيل الشاملة التي أعادت للمدرسة رونقها ودورها الحيوي في خدمة العملية التعليمية، وذلك في أجواء من الفرح والأمل.
حيث حضر حفل الافتتاح كل من مدير التربية في محافظة ريف دمشق فادي نزهت، ومدير منطقة الغوطة الشرقية الدكتور محمد علي عامر، وعدد من الفعاليات التربوية والاجتماعية، وأهالٍ من البلدة الذين عبروا عن امتنانهم لهذا الإنجاز الذي طال انتظاره.
إرادة التعليم تتغلب على الدمار
وبين مدير التربية أن المدرسة كانت قد تضررت بشكل كبير خلال سنوات الحرب، مما أدى إلى توقفها عن استقبال الطلاب لعدة أعوام، ومع انطلاق جهود إعادة الإعمار، أولت مديرية التربية والتعليم بالتعاون مع الوزارة، اهتماماً خاصاً بالمؤسسات التعليمية، باعتبارها محوراً أساسياً في عملية النهوض المجتمعي، حيث شملت أعمال الترميم إعادة تأهيل القاعات الصفية، والمخابر، ودورات المياه، والسور الخارجي، إضافة إلى تجهيز المقاعد والسبورات والوسائل التعليمية بما يضمن بيئة آمنة ومريحة للطلاب والمعلمين على حد سواء.
وخلال حفل الافتتاح، أكد نزهت أن إعادة افتتاح المدرسة يمثل انتصاراً للإرادة التربوية، وإعادة الأمل للأطفال الذين حُرموا من حقهم في التعليم، بسبب الظروف التي مرت بها المنطقة، موضحاً أن عودة مدرسة ميدعا إلى العمل ليست مجرد حدث اعتيادي، بل هي رمز لصمود العملية التربوية في وجه الدمار، وتجسيد لتكاتف المجتمع المحلي مع الجهات الرسمية في سبيل دعم التعليم، وإعادة بناء الإنسان قبل الحجر.
المدرسة، التي أصبحت جاهزة الآن لاستقبال طلابها، فتحت أبوابها أمام نحو 400 تلميذ وتلميذة، إذ بدت علامات الفرح واضحة على وجوه الأطفال وأولياء الأمور الذين رأوا في هذه العودة نافذة جديدة للأمل والاستقرار.
وتضم المدرسة كوادر تعليمية مؤهلة تسعى إلى تعويض الفاقد التعليمي الذي عانى منه الطلاب خلال السنوات الماضية، مع الحرص على توفير بيئة تعليمية محفزة تواكب متطلبات المناهج الحديثة، كما تم تزويدها بغرفة حاسوب، ومكتبة مدرسية لتعزيز التعلم الذاتي وتشجيع الطلبة على البحث والاطلاع.
فيما ساهمت فعاليات المجتمع المحلي وأهالي المنطقة بدور فعال في إنجاز أعمال الترميم، سواء من خلال الدعم المادي أو المساعدة في تهيئة المرافق، وعبر عدد من الأهالي عن شكرهم لمديرية التربية ولكل من ساهم في إعادة الحياة إلى المدرسة، معتبرين هذا الإنجاز خطوة أساسية لإعادة الاستقرار إلى البلدة بعد سنوات من المعاناة.

رسالة أمل
واختتم مدير التربية حديثه بالقول: إن افتتاح مدرسة ميدعا المختلطة يمثل نقطة مضيئة في مسيرة إعادة إعمار الغوطة الشرقية، ورسالة واضحة بأن العلم سيبقى أقوى من كل التحديات، فبين الجدران التي أعيد بناؤها، تنبعث اليوم أصوات الأطفال وضحكاتهم، معلنة أن الحياة تعود من جديد، وأن الإرادة قادرة على تحويل الركام إلى مستقبل.