الثورة – رفاه نيوف:
تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية في سوريا والمنطقة نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى المملكة العربية السعودية، والتي تأتي بدعوة رسمية من المملكة للمشاركة في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) لعام 2025 في الرياض، بمشاركة وفد حكومي رفيع المستوى.
يؤكد المحلل والكاتب السياسي محمد سبسبي أن مبادرة مستقبل الاستثمار، تعد إحدى أبرز المنصات العالمية المعنية برسم توجهات الاقتصاد الدولي، إذ تجمع قادة الحكومات وكبار المستثمرين والشركات العملاقة والمؤسسات المالية الدولية، بهدف الابتكار والتعاون وبناء شراكات اقتصادية مستدامة.
ويُنظر إلى المشاركة السورية في هذا الحدث الدولي باعتبارها نافذة مهمة لإعادة تقديم سوريا كبلد يمتلك مقومات التعافي وقدرات استثمارية واعدة، ويستعد للانخراط مجدداً في مسارات النمو الإقليمي والعالمي.
ويرى السبسبي أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة في مسار تعزيز العلاقات السورية-السعودية، واستمراراً لنهج المملكة في دعم استقرار سوريا وتعافيها السياسي والاقتصادي، لافتاً إلى أن الرياض كانت المحطة الخارجية الأولى للرئيس الشرع في شباط الماضي، ما يعكس مكانة السعودية في أولويات التحرك السوري الخارجي.
وأشار سبسبي إلى أن الحضور السوري الفاعل في مبادرة (FII) يشكل فرصة استراتيجية لجذب رؤوس الأموال والمشاريع اللازمة لتحريك عجلة التنمية وإعادة الإعمار، وخصوصاً عبر اللقاءات التي من المتوقع عقدها مع مؤسسات اقتصادية كبرى ومستثمرين دوليين مهتمين بالقطاعات الحيوية في سوريا، مثل البنية التحتية والإسكان والصحة والتكنولوجيا.
وأوضح أن مشاركة الوزراء والخبراء السوريين ضمن الوفد، ستُسهم في وضع الملفات الاستثمارية السورية على طاولة البحث المباشر، بما يعزز بناء شراكات واقعية ويساعد في نقل التجارب الحديثة الداعمة للتنمية الاقتصادية.
ويرى سبسبي أن هذه المشاركة تمثل رسالة واضحة بأن مشروع إعادة الإعمار لم يعد مجرد مخطط مستقبلي، بل بات توجهاً عملياً يجري العمل عليه بخطوات متوازية مع الانفتاح والتعاون الدولي.
وشدد على ضرورة مواصلة العمل داخلياً لمعالجة التحديات التي تواجه مناخ الاستثمار في سوريا، من خلال تحديث القوانين الاقتصادية، وتعزيز فاعلية المؤسسات المعنية، وتحسين بيئة الأعمال عبر الشفافية والمساءلة، إضافة إلى تعزيز الاستقرار في عموم البلاد لتهيئة بيئة جاذبة ومستدامة للمستثمرين.
وختم سبسبي بالتأكيد على أن المشاركة في مبادرة مستقبل الاستثمار تمثل جزءاً من التحولات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها سوريا في المرحلة الحالية، وتؤشر إلى توجه جديد يقوم على الشراكة والتكامل مع محيطها الإقليمي والدولي، بما يخدم مسار التعافي وإعادة بناء الاقتصاد الوطني.