الثورة – جاك وهبه:
تطرق وزيرالمالية محمد يسربرنية، إلى نتائج المشاركة السورية في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، موضحاً أن هذه الاجتماعات أسفرت عن تطور نوعي واستراتيجي في العلاقة مع المؤسستين الماليتين الأهم على مستوى العالم. وبيّن أن هذه النتائج تعد بمثابة نقلة كبيرة في التعاون مع المنظمات الدولية خصوصاً في المجالات المالية والاقتصادية.
المساعدات الفنية
وأكد برنية في منشورله على منصّة “لينكد إن” أن أحد أبرز نتائج الاجتماعات كان التوافق على مجموعة من المساعدات الفنية في مجالات الإصلاح المالي والمصرفي والمالية العامة والإحصاءات وإدارة الدين العام، موضحاً أن هذه المساعدات ستتوافق مع الأولويات السورية في هذه المجالات حيث سيتم إرسال بعثات فنية إلى دمشق بداية من هذا الأسبوع لتقديم الدعم الفني اللازم.
وأشاروزير المالية إلى أنه تمّ التفاهم مع صندوق النقد الدولي على استقبال بعثة مشاورات المادة الرابعة خلال الستة أشهر القادمة، وأوضح أن هذا الأمر سيتيح لسورية مادة هامة للمستثمرين الذين يبدون اهتماماً في السوق السوري معتبراً أن هذه المشاورات قد تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إصلاح اقتصادي ومالي غير مرتبط بالقروض تحت مسمى (Staff Monitored Program).
وفي خطوة هامة أخرى، كشف الوزيرعن التوافق على تعيين ممثل مقيم لصندوق النقد الدولي في دمشق الأمر الذي من شأنه تعزيزالتواصل بين الطرفين، كما أعلن عن إلغاء الإجراءات الأمنية التي كانت تحول من دون إقامة بعثات للصندوق في سورية مما سيفتح المجال لاستقبال المزيد من الزيارات والبعثات المستقبلية.
بعثات متخصصة
وفيما يخص التعاون مع البنك الدولي أشاربرنية إلى أنه سيتم استقبال نحو ست بعثات فنية متخصصة في الأسابيع والأشهر القادمة في عدّة مجالات مهمة مثل الطاقة والمياه والتعليم والصحة والنقل والإدارة المالية الحكومية بالإضافة إلى البنية التحتية المالية.
وأكد الوزير أنه تمّ التفاهم على العمل المشترك لتمويل عدد من المشاريع في سورية خلال السنوات الثلاث القادمة، عبرمنح تصل قيمتها إلى نحو مليار دولار أميركي وستخصص هذه المنح لعدد من القطاعات التي تحددها الحكومة السورية.
وفي خطوة استراتيجية بالغة الأهمية، كشف برنية عن استئناف العلاقة مع مؤسسة التمويل الدولية ومع وكالة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف وأوضح أن هذا الأمر يعد خطوة هامة لدعم جذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية في سوريا.
وأفاد الوزير برنية بأن البنك الدولي سيقوم بفتح مكتب له في دمشق، مما سيعزز من فرص التعاون المشترك ويسهم في تنفيذ المشاريع والمساعدات الفنية بشكّل أفضل وأسرع.
تحسن العلاقات
وأكد أن سورية حققت تقدماً كبيراً في علاقاتها مع السلطات المالية الأميركية، حيث انتقلت هذه العلاقات من مرحلة التشاورإلى مرحلة التعاون والشراكة خاصة مع وزارة الخزانة الأميركية ولفت إلى أن التحسن السياسي والدبلوماسي الذي شهدته سوريا كان له دور كبير في هذا التحول مشيراً إلى أن هذا التقدّم يعكس استجابة أفضل من قبل المؤسسات المالية الأميركية، كما أضاف أن هناك العديد من الاجتماعات التي تمّت مع مؤسسات مالية ومصرفية أميركية وهو ما يعكس التوجه المتزايد نحو تعزيزالتعاون في المستقبل.
إلى جانب التعاون مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أشاربرنية إلى أن سوريا شهدت توسيعاً في التعاون مع مختلف الصناديق العربية والإقليمية، وأكد أن هذه الاجتماعات أسفرت عن توسع كبيرفي المشاريع والفرص المستقبلية في مختلف المجالات.
ووجه وزير المالية شكره لإدارات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي معبّراً عن تقديره للاهتمام الكبير الذي أبدته المؤسستان بسوريا.
وأشار إلى أن هذا الاهتمام قد تجسد في استجابة سريعة وفعّالة من قبل الصندوق والبنك لما تمّ تقديمه من طلبات موضحاً أن هذا التوجه يجب أن يُستثمر لصالح أجندة التنمية والبناء في سوريا.