الثورة- رسام محمد:
تشير التوقعات إلى أن سوريا تقف اليوم على أعتاب مرحلة اقتصادية جديدة عنوانها الانفتاح والاستثمار، فالمشاركة السورية في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار السنوي في الرياض تمثل تحولاً عملياً نحو إعادة الاندماج في الاقتصاد العالمي بعد سنوات من العزلة والتحديات.
مؤشرات اقتصادية
وقال الخبير الإقتصادي الدكتور فراس شعبو في تصريح لـ”الثورة”: إن هذه المشاركة تعكس رغبة سورية حقيقية في العودة إلى الخارطة الاقتصادية الدولية، مبيناً أن الدور السعودي يشكل ركيزة أساسية في قيادة الاستثمارات الخليجية نحو سوريا خلال المرحلة المقبلة من خلال مشاريع تهدف إلى إعادة القطاع الاقتصادي للدولة.
وأكد أن الاستثمارات الخليجية ستتركز في قطاعات استراتيجية كالبنية التحتية والطاقة والإسكان والتحول الرقمي، وأوضح أن هذه القطاعات تمثل المدخل الحقيقي لإنعاش الاقتصاد السوري وإعادة بناء مقوماته الإنتاجية، فمنتدى الاستثمار السوري السعودي الذي عقد في دمشق مؤخراً أسفر عن توقيع سبع وأربعين اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تتجاوز 6.4 مليارات دولار (24 مليار ريال سعودي)، وهذه الاتفاقيات تشكل انطلاقة فعلية لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي العربي العربي، فيما يعكس إطلاق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشاريع لتأهيل الطرق والمدارس والمستشفيات جدية الالتزام السعودي بدعم جهود التعافي في سوريا.
وأشار إلى أن هذا الزخم الاقتصادي يحمل دلالات سياسية مهمة، إذ يعكس رهاناً سعودياً وخليجياً على استقرار سوريا ودورها المحوري في توازنات المنطقة، كما أن تزايد الحضور الدبلوماسي والاقتصادي العربي في دمشق يكرس نهج الانفتاح والتوازن كخيار استراتيجي لبناء المستقبل.
دور خليجي فاعل
وبيّن الدكتور شعبو أن المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة تتصدر مشهد الاستثمارات في سوريا عبر منح ومشاريع مباشرة تستهدف دعم القطاعات الحيوية، فالمنحة النفطية السعودية المخصصة لدعم قطاع الطاقة تمثل خطوة نوعية نحو استقرار هذا القطاع الحيوي.
ونوه بدور مجلس الأعمال السعودي السوري الذي سيشكل إطاراً مؤسساتياً لبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تمكين القطاع الخاص من استثمار فرص إعادة الإعمار، فالرؤية الخليجية، بحسب شعبو، لا تقتصر على التمويل بل تشمل تحقيق التنمية المستدامة وتطوير البنية التحتية الرقمية والاستفادة من الموقع الجغرافي لسوريا كمحور يربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.
ولفت إلى أن التحركات الاقتصادية الأخيرة المدعومة بالتقارب السياسي العربي تفتح نافذة تاريخية أمام سوريا للانتقال من مرحلة التعافي إلى مرحلة النمو الفعلي، مشدداً على أن هذه الديناميكية الجديدة لن تنعكس إيجاباً على الاقتصاد السوري فحسب بل ستسهم أيضاً في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة بأسرها.