الثورة – جهاد اصطيف
أصدرت وزارة الاقتصاد والصناعة- أمس- قراراً جديداً يقضي برفع سعر ربطة الخبزالتجاري من 5000 ليرة سورية إلى 5500 ليرة في المخابز التجارية، و 6000 ليرة عند المعتمدين، مع تحديد الوزن بحدود 1 كيلو غرام يحتوي على 10 أرغفة.
القرار جاء في ظلّ ارتفاع تكاليف مستلزمات إنتاج الخبز، حيث ألزمت الوزارة أصحاب المخابز التجارية بالإنتاج وفقاً لهذه المواصفات.
ورغم أن الخبز المدعوم، الذي ينتج من الطحين البلدي المدعوم من الدولة، لا يزال يباع بسعر ثابت 4000 ليرة للربطة بوزن 1200 غرام، إلا أن الكثير من المواطنين يخشون أن يكون هذا القرار مقدّمة لزيادة جديدة في سعر الخبز المدعوم، ما يزيد من معاناتهم في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد.
حالة من الجدل الواسع أثارها القرار بين المواطنين في مدينة حلب، إذ عبّر العديد منهم عن قلقهم من ارتفاع أسعار المواد الأساسية التي تمس حياتهم اليومية.
وللوقوف على آراء الشارع الحلبي، “الثورة” مقابلات مع عدد من المواطنين من مختلف الفئات.
آراء الشارع الحلبي
-أحمد المحمود، موظف حكومي في منتصف الأربعينات، يرى خلال حديثه لصحيفة ” الثورة ” أن زيادة سعر الخبز التجاري ليست مفاجئة، لكن القلق الأكبر أن يتحول هذا إلى زيادة في الخبز المدعوم.
ويضيف: نحن في وضع اقتصادي صعب للغاية، وما زالت الرواتب ثابتة، بينما الأسعار في ارتفاع مستمر، وإذا رفعوا سعر الخبز المدعوم، سيكون الأمر كارثياً على الجميع، وخاصة أننا نعتمد على هذه المادة بشكّل أساسي في غذائنا اليومي.
فيما يشير هيثم علي صاحب محل تجاري في حلب إلى أن قرار رفع سعر الخبز التجاري هو قرار صحيح بالنظر إلى تكاليف الإنتاج، فالخبز التجاري يتم تحضيره باستخدام الطحين غير المدعوم، وبالتالي لا بدّ من أن يتأثر سعره بزيادة تكاليف المواد الأولية، إلا أنه أضاف بحذر : لكن هذا لا يعني أن سعر الخبز المدعوم سيكون ثابتاً للأبد، وخاصة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، وإذا ارتفعت أسعار الخبز المدعوم، فستكون لدينا أزمة حقيقية.
-ربيعة عبد السلام، وهي ربة منزل، وأم لثمانية أولاد، عبرت عن قلقها البالغ، مضيفة: إذا رفع سعر الخبز المدعوم، فذلك سيؤدي إلى مزيد من الفقر، فنحن نعيش على الخبز المدعوم بالدرجة الأولى، وإذا أصبح سعره أكثر من 4000 ليرة، فسيصبح من الصعب علينا تأمينه، وخاصة في ظلّ ارتفاع أسعار المواد الأخرى مثل السكر والرز والسمنة وغيرها.
ولاسيما أننا نعيش تحت ضغط دائم، وإذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فلن نعرف كيف سنتدبر أمورنا؟. أول ردة فعل رسمية في أول ردة فعل رسمية
حول مفاعيل القرار، أكد مدير المؤسسة السورية للمخابز، محمد طارق الصيادي، في تصريحات إعلامية أنه لا تعديل على سعر الخبز التمويني.
وأوضح الصيادي أن أنواع الخبز المتداولة في الأسواق، تنقسم إلى ثلاثة أصناف رئيسية، وفق نوع الطحين المستخدم وآلية التسعير.
الأول :هو الخبز التمويني المدعوم، والذي ينتج باستخدام الطحين البلدي المدعوم من الدولة، ويباع بسعر 4000 ليرة سورية للربطة الواحدة بوزن 1200 غرام وعدد 10 أرغفة.
والصنف الثاني: هو الخبز السياحي، الذي يصنع من الطحين ” الزيرو ” غير المدعوم،ويضاف إليه محسنات مثل السكر و الفانيلا و المحلب و الحليب و انزيمات محسنة، ويباع بسعر حر في الأسواق.
أما الصنف الثالث :فهو الخبز التجاري، والذي ينتج من الطحين ” الزيرو ” من دون محسنات، ويشترى الطحين بسعر حر غير مدعوم، ويتم تحديد وزنه وسعره من قبل الدولة.
وأشار إلى أن سعر ربطة الخبز التجاري كان 5000 ليرة سورية، وتمّ تعديله إلى 5500 ليرة من المخبز و6000 ليرة من المعتمد، وشدد على أن الخبز التمويني المدعوم مستمر بالسعر والآلية المعتمدة من دون أي تعديل، مؤكداً حرص المؤسسة على تأمين مختلف أنواع الخبز للمواطنين بجودة وسعر مناسبين.

تساؤلات
القرار الذي تمّ اتخاذه بشأن رفع سعر الخبز التجاري، ترك تساؤلات كثيرة لدى المواطنين، حول ما إذا كان هذا التعديل سيقتصر على الخبز التجاري فقط أم سيكون هناك زيادات أخرى على الخبز المدعوم، في ظلّ عدم الاستقرار الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة.
يرى الكثيرون أن هذا القرار قد يكون بداية لزيادة عامة في أسعار المواد الأساسية، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التدهور في مستويات المعيشة.
كما أنه يأتي في وقت حساس للغاية بالنسبة للسكان في حلب، الذين يعانون من صعوبة في تأمين احتياجاتهم اليومية، بسبب ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، إلا أن الحكومة تؤكد في تصريحاتها على أنها مستمرة في دعم الخبز المدعوم، وبأنه لن يتم رفع سعره حالياً، فالقلق السائد بين مختلف شرائح المجتمع الحلبي، يعكس حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الأسعار.
بينما ترى بعض الفئات أن القرار لابد من اتخاذه لمواكبة زيادة تكاليف الإنتاج، وهنا يبقى السؤال الأهم: هل سيؤثر هذا القرار في نهاية المطاف على سعر الخبز المدعوم، وبالتالي على حياة المواطن السوري بشكل أوسع؟.