الثورة أون لاين – سامر البوظة:
منذ بدء عدوانها على الأراضي السورية, تواصل قوات الاحتلال التركي ممارساتها وجرائمها بحق الأهالي في المناطق التي احتلتها, في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية واستهتار بالقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية, فلم تترك موبقة أو جرما إلا واقترفته من قصف وتدمير ممنهج للقرى الآمنة وتهجير أهلها ونهب ممتلكاتهم, إلى الاستهداف المتكرر للبنى التحتية والمرافق الخدمية, لحرمان الأهالي من خدماتها, ناهيك عن الدعم العلني للإرهابيين وتدريبهم وتجنيدهم خدمة لتحقيق أجندات ومصالح متزعمهم المجرم أردوغان الذي يلهث وراء تحقيق أطماعه وأوهامه العثمانية البغيضة على حساب الشعب السوري ومقدراته, كل ذلك وسط صمت وتعام مقصود للمجتمع الدولي الذي يقف متفرجا ولا يحرك ساكنا, الأمر الذي يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار بانتهاكاته وجرائمه.
وفي جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم تلك, يعاني أكثر من 24 قرية من القرى الواقعة بريفي تل تمر بريف الحسكة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عنها منذ أكثر من شهر بسبب الممارسات الإجرامية لمرتزقة الاحتلال التركي الذين يتعمدون الاعتداء على الشبكة وينهبون المحولات وخطوط التوتر ويمنعون عمليات الصيانة والإصلاح, حيث تم استهداف محطة تحويل ناحية تل تمر والخطوط والشبكات الكهربائية المغذية لها للمرة الخامسة منذ انتشارهم في هذه المنطقة ما أدى إلى انقطاع التيار لفترات طويلة ومتكررة، وهو ما أكده مدير الشركة العامة لكهرباء الحسكة المهندس أنور العكلة الذي أشار إلى أن الأهالي في تلك المناطق يعيشون بدون كهرباء منذ السادس من كانون الثاني الماضي جراء اعتداء مرتزقة الاحتلال التركي على محطة كهرباء تل تمر وعلى خطوط التوتر المغذية لها.
ممارسات النظام التركي وجرائمه كثيرة بحق الشعب السوري, وإذا ما قارنا بين ما يمارسه هذا المحتل الغاشم من إجرام وبين ما تمارسه ميليشيا “قسد” العميلة من انتهاكات ضد الأهالي في منطقة الجزيرة، نجد تطابقا تاما في الأسلوب والنهج, فالأخيرة تحاصر أيضا المدنيين وتمنع عنهم الغذاء والدواء والماء والكهرباء, كل ذلك للضغط على المدنيين وتطويعهم لتمرير مخططات وأجندات مشغلها المحتل الأميركي, ما يعني أن الهدف واحد, والأسلوب واحد, وهما وجهان لعملة إرهابية واحدة حتى لو أنهما يختلفان في الظاهر, وهو ما يعني أيضا أن المشغل واحد ألا وهو الأميركي, وهم أيضا أدوات رخيصة وخدم تحت يديه لتنفيذ أوامره وتحقيق أجنداته الاستعمارية, وكلهم ينفذون أجندات الكيان الصهيوني, ولكن مهما فعلوا لن يستطيعوا أن ينالوا مرادهم ويحققوا أحلامهم, فالمحتل التركي ومرتزقته وأعوانه يبدو أنهم تناسوا أن هذا الشعب المقاوم هو ذاته الذي طرد أجدادهم العثمانيين, وهو ذاته الذي سيطردهم أيضا ولن يسمح لهم بتنفيذ مخططاتهم، وقادر أيضا على دحر مرتزقة “قسد”, فانتفاضة أهلنا في الجزيرة والشمال بدأت ولن تثنيها أو تخمدها ممارسات وجرائم هذه الميليشيا العميلة.