الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
“بتهمة التحريض على التمرد” بعد ما يزيد على شهر من هجوم أنصار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الكونغرس في 6 الشهر الماضي ووقوع قتلى وجرحى فيه، فإن محاكمة ترامب تبدأ اليوم الثلاثاء في مجلس الشيوخ الأميركي في مشهد غير مسبوق لمحاكمة رئيس أميركي أصبح خارج الرئاسة.
حيث سيقوم أعضاء مجلس الشيوخ البالغ عددهم 100 عضو بمهام هيئة المحلفين، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة خوفاً من هجمات لمتطرفين وحدوث أعمال عنف وفوضى، حيث لايزال 6 آلاف عنصر من الحرس الوطني منتشرين في واشنطن بما يدل على حالة التوتر التي لاتزال متواجدة.
هذه المحاكمة التي ستجري في القاعة التي اقتحمها مثيرو الشغب من أنصار ترامب، استبقها محامو ترامب أمس الاثنين بالطلب من مجلس الشيوخ العدول فوراً عن محاكمته، معتبرين أنها انتهاك للدستور و”مسرحية سياسية تشكل خطراً على الديمقراطية”، في حين اعتبر المدّعون الديمقراطيون أنّه ارتكب أخطر “انتهاك للدستور”.
وفي مرافعة من 78 صفحة سلّمت لمجلس الشيوخ عشية بدء المحاكمة، كتب المحاميان ديفيد شون وبروس كاستور أنّ “اللائحة الاتهامية التي تبنّاها مجلس النواب غير دستورية في جوانب عدّة، ويكفي كلّ من هذه الجوانب وحده لاعتبارها فوراً لاغية وفي غير محلّها”.
وحول إجراءات ذلك، أعلن زعيما الحزبين في مجلس الشيوخ أنّهما توصّلا مع الفرق القانونية إلى اتفاق بشأن قواعد المحاكمة التي ستبدأ اليوم بنقاش يليه تصويت على دستورية المحاكمة نفسها، فيما ستبدأ المرافعات غداً الأربعاء، على أن يحصل كلّ جانب على 16 ساعة توزّع على مدار يومين، ووفقاً للاتفاق فإنّ المحاكمة ستستمرّ حتى غروب شمس الجمعة ثم تستأنف بعد ظهر الأحد القادم.
كما ينصّ الاتفاق أيضاً على أنّه في حال أراد أي طرف استدعاء شهود فلابدّ أن يخضع هذا الأمر للتصويت، علماً بأنّ ترامب رفض طلباً أرسله إليه المدّعون العامون الديمقراطيون للاستماع إلى شهادته تحت القَسم.
وأكّد المدّعون العامّون في مرافعة مكتوبة سلّمت لمجلس الشيوخ عشية بدء المحاكمة أنّ “جهوده للتهرّب من مسؤوليته غير مجدية”، في إشارة إلى الطلب الذي قدّمه محاموه، مشدّدين على أنّ “الأدلّة” ضدّه “دامغة”.
وقال رئيس فريق الادعاء جيمي راسكين: إن “إدانته بالتحريض على التمرد ضد حكومة الولايات المتحدة-والذي عرقل الانتقال السلمي للسلطة- هو أخطر جريمة دستورية يرتكبها رئيس”.
أما الرئيس الأميركي جو بايدن فرفض التطرق إلى مسألة ما إذا كان ينبغي إدانة ترامب أو حرمانه من تولّي أيّ منصب عام في المستقبل، وقال: “سندع مجلس الشيوخ يحلّ هذه المسألة”.
بينما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين إنّ بايدن ترشّح ضدّ ترامب في 2020م “لأنه شعر أنّ ترامب غير أهل بالمنصب”، مضيفة أن الرئيس “سيترك الأمر لمجلس الشيوخ ليرى هذه المحاكمة تتقدّم”.
وسط هذا التصعيد بين الحزبين، أكّد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر أنه في حالة أدين ترامب بالتهمة الموجّهة إليه- الإدانة تتطلب أكثرية الثلثين- فإنّ مجلس الشيوخ سيُجري فوراً تصويتاً بالأغلبية البسيطة لمنعه من تولّي أيّ منصب عام في المستقبل.
وبحسب استطلاع جديد لمؤسسة إيبسوس وشبكة إيه بي سي نيوز، فإن التأييد الشعبي لإدانته الآن أقوى مما كان عليه في محاكمته الأولى.