الثورة أون لاين – سامر البوظة:
قبل 39 عاما ، وفي الـ 14 من كانون الأول عام 1981 نفذ أهلنا في الجولان المحتل إضرابهم المفتوح ضد قرار الاحتلال الصهيوني الباطل بضم الجولان إلى كيانه الغاصب ، واستطاعوا أن يفرضوا إرادتهم ويفشلوا هذا القرار المشؤوم ، وهذا اليوم المجيد يضاف إلى سجل بطولات أهلنا الصامدين في الجولان المحتل والذي سطروا من خلاله ملحمة بطولية بتصديهم للإجراءات والقوانين الإسرائيلية ورفضهم التخلي عن هويتهم العربية السورية ، والذي أصبح ذكرى وطنية وتقليداً سنوياً خالداً يحييه كل الشعب السوري وخاصة أبناء الجولان الحبيب .
القصة بدأت في الـ 14 من كانون الأول عام 1981 عندما أصدر الكنيست الإسرائيلي قراره المشؤوم بضم الجولان المحتل إلى الكيان الغاصب وفرض القوانين الإسرائيلية على أبنائه ، في انتهاك صارخ وسافر للقوانين والأعراف الدولية التي تحرم موضوع الضم ، الأمر الذي قابله أهلنا في الجولان بغضب عارم معبرين عن احتجاجهم ورفضهم القاطع لهذا القرار العنصري وللإجراءات الإسرائيلية غير القانونية ، فكانت تلك الملحمة البطولية التي سطروها في الـ 14 من شباط عام 1982 عندما أعلنوا عن إضرابهم المفتوح الذي استمر 6 أشهر ، وأدى إلى شلل كامل في مختلف مناطق الجولان المحتل ، وخرجوا بمظاهرات عارمة رفضاً للهوية الإسرائيلية ومعلنين تمسكهم بهويتهم الوطنية السورية ، وهو ما أرعب قوات الاحتلال التي قامت فور إعلان الإضراب بفرض حصار عسكري شامل على القرى والبلدات في الجولان ، ومنعت وصول المواد الغذائية وقطعت الكهرباء عن الأهالي في محاولة للتعتيم على ما يجري وعزلهم عن العالم الخارجي للضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب والقبول بقوانينها ، كما عمدت إلى اعتقال عشرات الشبان من أبناء الجولان بعد حملات مداهمة للبيوت وفرضت منع التجول في مختلف القرى .
إلا أن أهالي الجولان الأبطال قابلوا تلك الإجراءات القسرية والحصار الجائر بالصمود والصبر وتصدوا لقوات الاحتلال بكل بسالة وواجهوهم بصورهم العارية ، واستطاعوا أن يفرضوا إرادتهم بعد أن أجبروا كيان الاحتلال أن يرضخ ويستجيب لمطالبهم وأن يتراجع عن قراره ومخططاته العنصرية بفضل بطولاتهم وصمودهم وإصرارهم على تمسكهم الثابت بأرضهم وبهويتهم الوطنية السورية .
وهذا ليس بغريب عن أهلنا في الجولان ، فسجلهم حافل بالبطولات والتضحيات وهم لطالما صمدوا ووقفوا في وجه مخططات الاحتلال وأفشلوها ، فمنذ احتلال الجولان عام 1967 ، لم يتوقف كيان الاحتلال يوماً عن ممارساته غير الشرعية ، وعن محاولاته اليائسة لفرض إرادته وقوانينه على أهالي الجولان ، إلا أنه كان يواجه دائماً بالصمود والتحدي من قبلهم ، فلم يترك وسيلة إلا واتبعها لتكريس واقع الاحتلال والضغط على الأهالي للقبول بهذا الواقع ، من إقامة للمستوطنات إلى الاعتقالات التعسفية و التنكيل بالأهالي وتهجيرهم بالقوة من بيوتهم وأراضيهم تمهيداً لتهويدها ، وآخر هذه الإجراءات كان أواخر العام الفائت عندما أعلن كيان الاحتلال عن مخططه الاستيطاني المتمثل بإقامة “مراوح هوائية” على مساحة تقارب ستة آلاف دونم من الأراضي الزراعية للجولانيين في عدد من المواقع المحيطة بقرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة ، والذي يهدف إلى الاستيلاء على أراضيهم وتهجيرهم منها ، إلا أن صمود أهالي الجولان وتمسكهم بأرضهم أجبر كيان الاحتلال على التراجع عن تنفيذ مخططه التوسعي على أراضيهم ، بعد أن أعلنوا في التاسع من كانون الأول الماضي إضراباً شاملاً شمل كل المرافق الحياتية .
واليوم ، بعد مرور 39 عاماً على ذكرى الإضراب البطولي ، يؤكد أهلنا في الجولان السوري المحتل بصمودهم وتجذرهم بأرضهم أنهم على العهد باقون وأنهم سيستمرون بمقاومة الاحتلال بالتصدي للإجراءات والسياسات العدوانية والتوسعية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم حتى التحرير والنصر ، فهم مؤمنون بزوال الاحتلال مهما طال الزمن وبحتمية تحرير كامل الجولان وعودته إلى حضن الوطن الأم سورية